الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما روى عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه

530 - حدثنا أحمد بن أبان القرشي ، قال : نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، - وكان كاتبا [ ص: 163 ] لعلي - أنه ، سمع عليا ، يقول : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والمقداد ، والزبير ، فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي كتاب ، فقلت : لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا حاطب : ما هذا ؟ " قال : يا رسول الله لا تعجل علي إني ، كنت ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها قراباتهم ، فأحببت أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي ، ولم أفعل ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا اختيارا للكفر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنه قد صدقكم " ، فقال - أحسبه - عمر : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .

[ ص: 164 ] وهذا الحديث قد روي عن علي بن أبي طالب ، - رضي الله عنه - من غير هذا الوجه ، وهذا الإسناد أحسن إسنادا يروى في ذلك عن علي وأصحه . وقد ذكرناه عن عمر في قصة حاطب بغير هذا اللفظ ، فذكرناه عن علي إذ كان لفظه غير ذلك اللفظ وكان إسناده صحيحا .

531 - حدثنا محمد بن المثنى ، قال : نا أبو أحمد ، قال : نا سفيان ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي - رضي الله عنه - .

التالي السابق


الخدمات العلمية