الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 661 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( 14 ) وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ( 15 ) )

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل النفر من الجن : ( وأنا منا المسلمون ) الذين قد خضعوا لله بالطاعة ( ومنا القاسطون ) وهم الجائرون عن الإسلام وقصد السبيل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ) قال : العادلون عن الحق .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( القاسطون ) قال : الظالمون .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ( القاسطون ) الجائرون .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( القاسطون ) قال : الجائرون .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : المقسط : العادل ، والقاسط : الجائر ، وذكر بيت شعر :


قسطنا على الأملاك في عهد تبع ومن قبل ما أدرى النفوس عقابها



وقال : وهذا مثل الترب والمترب; قال : والترب : المسكين ، وقرأ : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : والمترب : الغني .

وقوله : ( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) يقول : فمن أسلم وخضع لله بالطاعة ، فأولئك تعمدوا وترجوا رشدا في دينهم . ( وأما القاسطون ) يقول : الجائرون عن الإسلام ، ( فكانوا لجهنم حطبا ) توقد بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية