الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : nindex.php?page=treesubj&link=18670_18688_18682الكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة هو كبر الكفر .
( الرابع ) : تقدم في الأحاديث أن من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة .
وأنتم تقولون : الكبر غاية أمره أن يكون من الكبائر ، وذو الكبيرة ليس بمخلد في النار ، ولا توجب دخوله لها عند أهل السنة والجماعة ، خلافا للمعتزلة فيما إذا مات مصرا عليها .
[ ص: 225 ] والجواب عن هذا : أنا نعني بالكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة كبر الكفر ، فإن العبد قد يتكبر على الخالق لفرط جهله فيكفر به ، ولا يعبده ، وربما تكبر على أنبيائه ورسله ، وهذا كافر لا يدخل الجنة أبدا .
قال في النهاية في قوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=31546لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر } يعني كبر الكفر والشرك لقوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ألا ترى أنه قابله في نقيضه بالإيمان فقال : ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، أراد دخول تأبيد .
وقيل : أراد إذا أدخل الجنة نزع ما في قلبه من الكبر كقوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=47ونزعنا ما في صدورهم من غل } ومنه الحديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=42567ولكن الكبر من بطر الحق } هذا الحديث معناه ، ولكن ذو الكبر ، أو لكن الكبر كبر من بطر الحق كقوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189ولكن البر من اتقى } .