الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) قوله تعالى : ( قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين )

                                                                                                                                                                                                                                            هذه الآية من جملة ما مر بيانه ، وقرئ : " فتمنوا الموت " بكسر الواو ، و" هادوا " أي تهودوا ، وكانوا يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه ، فلو كان قولكم حقا وأنتم على ثقة فتمنوا على الله أن يميتكم وينقلكم سريعا إلى دار كرامته التي أعدها لأوليائه ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                            ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء



                                                                                                                                                                                                                                            فهم يطلبون الموت لا محالة إذا كانت الحالة هذه ، وقوله تعالى : ( ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم ) أي بسبب ما قدموا من الكفر وتحريف الآيات ، وذكر مرة بلفظ التأكيد ( ولن يتمنوه أبدا ) ومرة بدون لفظ التأكيد ( ولا يتمنونه ) وقوله : ( أبدا ) ( والله عليم بالظالمين ) أي بظلمهم من تحريف الآيات وعنادهم لها ، ومكابرتهم إياها .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية