إسلام ويب - المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - كتاب التفسير - ومن سورة الأنعام- الجزء رقم7
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 2871 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=662005أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : nindex.php?page=treesubj&link=31744_31757_31022_31811خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل .
( قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه " nindex.php?page=treesubj&link=31811_31757_31744_31022أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : " خلق الله التربة يوم السبت . . . ") الحديث - ذكر هذا الحديث هنا لأنه مفصل لما أجمله قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور [ الأنعام : 1 ] والتربة : التراب - أي : الأرض ، وكأنه خلق التراب يوم السبت غير منعقد ولا متجمد ، ثم يوم الأحد جمده وجعل منه الجبال أرسى بها الأرض ، وكمل خلق الأرض بجبالها في يومين .
و (قوله " وخلق الأشجار يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ") ; أي : ما يكره مما يهلك أو يؤلم كالسموم والخشاش والحيوانات المضرة ، وقد ذكر هذا الحديث ثابث في كتابه ، وقال فيه " وخلق التقن يوم الثلاثاء " بدل " المكروه " ، قال : والتقن ما يقوم به المعاش ويصلح به التدبير كالحديد وغيره من [ ص: 343 ] جواهر الأرض ، وكل شيء يحصل به صلاح فهو تقن ، ومنه إتقان الشيء وإحكامه .
و (قوله " والنور يوم الأربعاء ") ، كذا الرواية الصحيحة المشهورة ، وقد وقع في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " النون " بالنون - يعني به الحوت ، وكذا جاء في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت في الأم ، وفي رواية أخرى " البحور " مكان " النور " .
قلت : وهذه الرواية ليست بشيء ; لأن الأرض خلقت بعد الماء وعلى الماء ، كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] ; أي : قبل خلق السماوات والأرض . إلا إن أراد بالبحور الأنهار التي خلق الله تعالى في الأرض فله وجه ، والصحيح رواية النور ، ويعني به الأجسام النيرة كالشمس والقمر والكواكب ، ويتضمن هذا أنه تعالى خلق السماوات يوم الأربعاء ; لأن هذه الكواكب في السماوات ، ونورها : ضوؤها الذي بين السماء والأرض ، والله تعالى أعلم .
وتحقيق هذا أنه لم يذكر في هذا الحديث نصا على خلق السماوات ، مع أنه ذكر فيه أيام الأسبوع كلها ، وذكر ما خلق الله تعالى فيها ، فلو خلق السماوات في يوم زائد على أيام الأسبوع لكان خلق السماوات والأرض في ثمانية أيام ، وذلك خلاف المنصوص عليه في القرآن ، ولا صائر إليه . وقد روي هذا الحديث في غير كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بروايات مختلفة مضطربة ، وفي بعضها nindex.php?page=hadith&LINKID=890733أنه خلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، والجبال يوم الثلاثاء ، والشجر والأنهار والعمران يوم الأربعاء ، والسماوات والشمس والقمر والنجوم والملائكة يوم الخميس ، وآدم يوم الجمعة . فهذه أخبار آحاد مضطربة فيما لا يقتضي عملا ، فلا يعتمد على ما تضمنته من ترتيب المخلوقات في تلك الأيام ، والذي يعتمد عليه في ذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين [ ص: 344 ] . . . الآيات [ فصلت : 9 ] ، فلينظر فيها من أراد تحقيق ذلك ، وفيها أبحاث طويلة ليس هذا موضع ذكرها .