الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 614 ] ابن الحاج

                                                                                      شيخ الأندلس ومفتيها ، وقاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب التجيبي القرطبي المالكي ابن الحاج .

                                                                                      تفقه بأبي جعفر بن رزق ، وتأدب بأبي مروان بن سراج ، وسمع الكثير من أبي علي الغساني ، ومحمد بن الفرج ، وخازم بن محمد ، وعدة .

                                                                                      قال ابن بشكوال : كان من جلة العلماء ، معدودا في المحدثين والأدباء ، بصيرا بالفتوى ، كانت الفتوى تدور عليه لمعرفته ودينه وثقته ، وكان معتنيا بالآثار ، جامعا لها ، ضابطا لأسماء رجالها ورواتها ، مقيدا لمعانيها وغريبها ، ذاكرا للأنساب واللغة والنحو .

                                                                                      إلى أن قال : قيد العلم عمره كله ، ما أعلم أحدا في وقته عني بالعلم كعنايته ، سمعت منه ، وكان لينا حليما متواضعا ، لم يحفظ له جور في قضية ، وكان كثير الخشوع والذكر ، قتل ظلما يوم الجمعة ، وهو ساجد ، في صفر سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، وله إحدى وسبعون سنة .

                                                                                      قلت : روى عنه أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن عميرة ، وأحمد بن يوسف بن رشد ، وابن بشكوال ، وولده أبو القاسم محمد بن [ ص: 615 ] الحاج ، وعبد الله بن مغيث قاضي الجماعة ، وعبد الله بن خلف الفهري ، وأبو بكر بن طلحة المحاربي ، وأبو الحسن بن النعمة ، وهو من أجداد شيخنا أبي الوليد إمام المالكية بدمشق .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية