الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 177 ] الفصل الثالث : في المصيد ، وفي الجواهر : كل حيوان مأكول اللحم معجوز عنه في أصل خلقته احترازا من الناد من الأنعام . قاله في الكتاب خلافا للأئمة مراعاة للأصل ، ولأن الذكاة بالعقر على خلاف الأصل أيضا ، وحجتهم أن الموجب لذكاة العقر هو العجز ، وهو موجود ، فنحن نقضنا هذه العلة ، وهم طردوها ، وأجاز ابن حبيب ذلك في البقر خاصة ; لأن لها أصلا في التوحش ، وفي الكتاب : ما دجن من الوحش ، ثم توحش أكل بالعقر لاجتماع الأصل في العلة ، وفي مسلم : أصبنا نهب إبل وغنم ، فند منها بعير ، فرماه رجل بسهم ، فحبسه ، فقال - عليه السلام - : ( إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش ، فإذا غلبكم منها شيء فاصنعوا به هكذا ) وجوابه : ليس فيه أن السهم قتله ، بل حبسه ، ونحن نقول به ، ويستدل بهذا الحديث على تذكية المتردي في مهواة من الأنعام .

                                                                                                                فائدة : أبدت الديار والحيوانات تأبدا : إذا توحشت ، وأتى بآبدة أي بكلمة متوحشة ، وفي الجواهر : الحية وغيرها من المعجوز عنه تؤكل بالعقر كالصيد ، فإن قدر عليها ، فكالأنعام .

                                                                                                                تنبيه : الحية متى أكلت بالعقر قتل أكلها ، بل لا يمكن أكلها إلا بذكاة مخصوصة تقدمت في الأطعمة .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية