الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طبق

                                                          طبق : الطبق : غطاء كل شيء ، والجمع أطباق ، وقد أطبقه وطبقه فانطبق . وتطبق : غطاه وجعله مطبقا ; ومنه قولهم : لو تطبقت السماء على الأرض ما فعلت كذا . وفي الحديث : ( حجابه النور لو كشف طبقه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ) ; الطبق : كل غطاء لازم على الشيء . وطبق كل شيء : ما ساواه ، والجمع أطباق ; وقوله :


                                                          وليلة ذات جهام أطباق



                                                          معناه أن بعضه طبق لبعض أي مساو له ، وجمع لأنه عنى الجنس ، وقد يجوز أن يكون من نعت الليلة أي بعض ظلمها مساو لبعض فيكون كجبة أخلاق ونحوها . وقد طابقه مطابقة وطباقا . وتطابق الشيئان : تساويا . والمطابقة : الموافقة . والتطابق : الاتفاق . وطابقت بين الشيئين إذا جعلتهما على حذو واحد وألزقتهما . وهذا الشيء وفق هذا ووفاقه وطباقه وطابقه وطبقه وطبيقه ومطبقه وقالبه وقالبه بمعنى واحد . ومنه قولهم : وافق شن طبقه . وطابق بين قميصين : لبس أحدهما على الآخر . والسماوات الطباق : سميت بذلك لمطابقة بعضها بعضا أي بعضها فوق بعض ، وقيل : لأن بعضها مطبق على بعض ، وقيل : الطباق مصدر طوبقت طباقا . وفي التنزيل : ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ; قال الزجاج : معنى طباقا مطبق بعضها على بعض ، قال : ونصب طباقا على وجهين : أحدهما مطابقة طباقا ، والآخر من نعت سبع أي خلق سبعا ذات طباق . الليث : السماوات طباق بعضها على بعض ، وكل واحد من الطباق طبقة ، ويذكر فيقال : طبق ; ابن الأعرابي : الطبق الأمة بعد الأمة . الأصمعي : الطبق ، بالكسر ، الجماعة من الناس . ابن سيده : والطبق الجماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم ، وقيل : هو الجماعة من الجراد والناس . وجاءنا طبق من الناس وطبق أي كثير . وأتى طبق من الجراد أي جماعة . وفي الحديث : ( أن مريم جاعت فجاءها طبق من جراد فصادت منه ) ; أي قطيع من الجراد . والطبق : الذي يؤكل عليه أو فيه ، والجمع أطباق . وطبق السحاب الجو : غشاه ، وسحابة مطبقة . وطبق الماء وجه الأرض : غطاه . وأصبحت الأرض طبقا واحدا إذا تغشى وجهها بالماء . والماء طبق للأرض أي غشاء ; قال امرؤ القيس :


                                                          ديمة هطلاء فيها وطف     طبق الأرض تحرى وتدر



                                                          وفي حديث الاستسقاء : ( اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا ) ; أي مالئا للأرض مغطيا لها . يقال : غيث طبق أي عام واسع . يقال : هذا مطر طبق الأرض إذا طبقها ; وأنشد بيت امرئ القيس :


                                                          طبق الأرض تحرى وتدر



                                                          ومن رواه طبق الأرض نصبه بقوله : تحرى . الأصمعي في قوله : غيثا طبقا : الغيث الطبق العام ، وقال الأصمعي في الحديث : ( قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة ، علم عالمهم طباق الأرض ) ; كأنه يعم الأرض فيكون طبقا لها ، وفي رواية : ( علم عالم قريش طبق الأرض ) . وطبق الغيث الأرض : ملأها وعمها . وغيث طبق : عام يطبق الأرض . وطبق الغيم تطبيقا : أصاب مطره جميع الأرض . وطباق الأرض وطلاعها سواء : بمعنى ملئها . وقولهم : رحمة طباق الأرض أي تغشي الأرض كلها . وفي الحديث : ( لله مائة رحمة كل رحمة منها كطباق الأرض ) ; أي تغشي الأرض كلها . ومنه حديث عمر : ( لو أن لي طباق الأرض ذهبا ) ; أي ذهبا يعم الأرض فيكون طبقا لها . وطبق الشيء : عم . وطبق الأرض : وجهها . وطباق الأرض : ما علاها . وطبقات الناس في مراتبهم . وفي حديث ابن مسعود في أشراط الساعة : ( توصل الأطباق وتقطع الأرحام ) ; يعني بالأطباق البعداء والأجانب لأن طبقات الناس أصناف مختلفة . وطابقه على الأمر : جامعه . وأطبقوا على الشيء : أجمعوا عليه . والحروف المطبقة أربعة : الصاد والضاد والطاء والظاء ، وما سوى ذلك فمفتوح غير مطبق . والإطباق : أن ترفع ظهر لسانك إلى الحنك الأعلى مطبقا له ، [ ص: 89 ] ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس من موضعها شيء غيرها ، تزول الضاد إذا عدم الإطباق البتة . وطابق لي بحقي وطابق بحقي : أذعن وأقر وبخع ; قال الجعدي :


                                                          وخيل تطابق بالدارعين     طباق الكلاب يطأن الهراسا



                                                          ويقال : طابق فلان فلانا إذا وافقه وعاونه . وطابقت المرأة زوجها إذا واتته . وطابق فلان : بمعنى مرن . وطابقت الناقة والمرأة : انقادت لمريدها . وطابق على العمل : مارن . التهذيب : والمطبق شبه اللؤلؤ ، إذا قشر اللؤلؤ أخذ قشره ذلك فألزق بالغراء بعضه على بعض فيصير لؤلؤا أو شبهه . والانطباق : مطاوعة ما أطبقت . والطبق والمطبق : شيء يلصق به قشر اللؤلؤ فيصير مثله ، وقيل كل ما ألزق به شيء فهو طبق . وطبقت يده ، بالكسر طبقا ، فهي طبقة : لزقت بالجنب ولا تنبسط . والتطبيق في الصلاة : جعل اليدين بين الفخذين في الركوع ، وقيل : التطبيق في الركوع كان من فعل المسلمين في أول ما أمروا بالصلاة ، وهو إطباق الكفين مبسوطتين بين الركبتين إذا ركع ، ثم أمروا بإلقام الكفين رأس الركبتين ، وكان ابن مسعود استمر على التطبيق لأنه لم يكن علم الأمر الآخر ; وروى المنذري عن الحربي قال : التطبيق في حديث ابن مسعود أن يضع كفه اليمنى على اليسرى . يقال : طابقت وطبقت . وفي حديث ابن مسعود : أنه كان يطبق في صلاته وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد . وجاءت الإبل طبقا واحدا أي على خف . ومر طبق من الليل والنهار أي بعضهما ، وقيل معظمهما ; قال ابن أحمر :


                                                          وتواهقت أخفافها طبقا     والظل لم يفضل ولم يكر



                                                          وقيل : الطبقة عشرون سنة ; عن ابن عباس من كتاب الهجري . ويقال : مضى طبق من النهار وطبق من الليل أي ساعة ، وقيل أي معظم منه ; ومثله : مضى طائفة من الليل . وطبقت النجوم إذا ظهرت كلها ، وفلان يرعى طبق النجوم ; وقال الراعي :


                                                          أرى إبلا تكالأ راعياها     مخافة جارها طبق النجوم



                                                          والطبق : سد الجراد عين الشمس . والطبق : انطباق الغيم في الهواء . وقول العباس في النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا مضى عالم بدا طبق ; فإنه أراد إذا مضى قرن ظهر قرن آخر ، وإنما قيل للقرن : طبق لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضون ويأتي طبق للأرض آخر ، وكذلك طبقات الناس كل طبقة طبقت زمانها . والطبقة : الحال ، يقال : كان فلان من الدنيا على طبقات شتى أي حالات . ابن الأعرابي : الطبق الحال على اختلافها . والطبق والطبقة : الحال . وفي التنزيل : لتركبن طبقا عن طبق ; أي حالا عن حال يوم القيامة . التهذيب : إن ابن عباس قال لتركبن ، وفسر لتصيرن الأمور حالا بعد حال في الشدة ، قال : والعرب تقول وقع فلان في بنات طبق إذا وقع في الأمر الشديد ; وقال ابن مسعود : لتركبن السماء حالا بعد حال . وقال مسروق : لتركبن يا محمد حالا بعد حال ، وقرأ أهل المدينة لتركبن طبقا ، يعني الناس عامة ، والتفسير الشدة ; وقال الزجاج : لتركبن حالا بعد حال حتى تصيروا إلى الله من إحياء وإماتة وبعث ، قال : ومن قرأ " لتركبن " أراد لتركبن يا محمد طبقا عن طبق من أطباق السماء ; قاله أبو علي ، وفسروا طبقا عن طبق بمعنى حالا بعد حال ; ونظير وقوع عن موقع بعد قول الأعشى :


                                                          وكابر تلدوك عن كابر



                                                          أي بعد كابر ; وقال النابغة :


                                                          بقية قدر من قدور توورثت     لآل الجلاح ، كابرا بعد كابر



                                                          وفي حديث عمرو بن العاص : ( إني كنت على أطباق ثلاث ) ; أي أحوال ، واحدها طبق . وأخبر الحسن بأمر فقال : إحدى المطبقات ، قال أبو عمرو : يريد إحدى الدواهي والشدايد التي تطبق عليهم . ويقال للسنة الشديدة : المطبقة ; قال الكميت :


                                                          وأهل السماحة في المطبقات     وأهل السكينة في المحفل



                                                          قال : ويكون المطبق بمعنى المطبق . وولدت الغنم طبقا وطبقا إذا نتج بعضها بعد بعض ، وقال الأموي : إذا ولدت الغنم بعضها بعد بعض قيل : قد ولدتها الرجيلاء ، وولدتها طبقا وطبقة . والطبق والطبقة : الفقرة حيث كانت ، وقيل : هي ما بين الفقرتين ، وجمعها طباق . والطبقة : المفصل ، والجمع طبق ، وقيل : الطبق عظيم رقيق يفصل بين الفقارين ; قال الشاعر :


                                                          ألا ذهب الخداع فلا خداعا     وأبدى السيف عن طبق نخاعا



                                                          وقيل : الطبق فقار الصلب أجمع ، وكل فقار طبقة . وفي الحديث : ( وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا ) . قال أبو عبيد : قال الأصمعي الطبق فقار الظهر ، واحدته طبقة واحدة ; يقول : فصار فقارهم كله فقارة واحدة فلا يقدرون على السجود . وفي حديث ابن الزبير : قال لمعاوية : وايم الله لئن ملك مروان عنان خيل تنقاد له في عثمان ليركبن منك طبقا تخافه ، يريد فقار الظهر ، أي ليركبن منك مركبا صعبا وحالا لا يمكنك تلافيها ، وقيل : أراد بالطبق المنازل والمراتب أي ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة . ويقال : يد فلان طبقة واحدة إذا لم تكن منبسطة ذات مفاصل . وفي حديث الحجاج : فقال لرجل : قم فاضرب عنق هذا الأسير ! فقال : إن يدي طبقة ; هي التي لصق عضدها بجنب صاحبه فلا يستطيع أن يحركها . وفي حديث عمران بن حصين : أن غلاما له أبق فقال : لئن قدرت عليه لأقطعن منه طابقا ، قال : يريد عضوا . الأصمعي : كل مفصل طبق ، وجمعه أطباق ، ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مطبق ; وقال :


                                                          ويحميك باللين الحسام المطبق



                                                          وقيل في جمعه : طوابق . قال ثعلب : [ ص: 90 ] الطابق والطابق العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل ونحوهما . وفي حديث علي : إنما أمر في السارق بقطع طابقه أي يده . وفي الحديث : فخبزت خبزا وشويت طابقا من شاة أي مقدار ما يأكل منه اثنان أو ثلاثة . والطبقة من الأرض : شبه المشارة ، والجمع الطبقات تخرج بين السلحفاة والهرهر . والمطبق من السيوف : الذي يصيب المفصل فيبينه ، يقال : طبق السيف إذا أصاب المفصل فأبان العضو ; قال الشاعر يصف سيفا :


                                                          يصمم أحيانا وحينا يطبق



                                                          ومنه قولهم للرجل إذا أصاب الحجة : إنه يطبق المفصل . أبو زيد : يقال للبليغ من الرجال : قد طبق المفصل ورد قالب الكلام ووضع الهناء مواضع النقب . وفي حديث ابن عباس : أنه سأل أبا هريرة عن امرأة غير مدخول بها طلقت ثلاثا ، فقال : لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ، فقال ابن عباس : طبقت ; قال أبو عبيد : قوله طبقت أراد أصبت وجه الفتيا ، وأصله إصابة المفصل وهو طبق العظمين أي ملتقاهما فيفصل بينهما ، ولهذا قيل لأعضاء الشاة طوابق ، واحدها طابق ، فإذا فصلها الرجل فلم يخطئ المفاصل قيل : قد طبق ; وأنشد أيضا :


                                                          يصمم أحيانا وحينا يطبق



                                                          والتصميم : أن يمضي في العظم ، والتطبيق : إصابة المفصل ; قال الراعي يصف إبلا :


                                                          وطبقن عرض القف لما علونه     كما طبقت في العظم مدية جازر



                                                          وقال ذو الرمة :


                                                          لقد خط رومي ولا زعماته     لعتبة خطا ، لم تطبق مفاصله



                                                          وطبق فلان إذا أصاب فص الحديث . وطبق السيف إذا وقع بين عظمين . والمطبق من الرجال : الذي يصيب الأمور برأيه ، وأصله من ذلك . والمطابق من الخيل والإبل : الذي يضع رجله موضع يده . وتطبيق الفرس : تقريبه في العدو . الأصمعي : التطبيق أن يثب البعير فتقع قوائمه بالأرض معا ; ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة :


                                                          حتى إذا ما استوى طبقت     كما طبق المسحل الأغبر



                                                          يقول : لما استوى الراكب عليها طبقت ; قال الأصمعي : وأحسن الراعي في قوله :


                                                          وهي إذا قام في غرزها     كمثل السفينة أو أوقر



                                                          لأن هذا من صفة النجائب ، ثم أساء في قوله : طبقت لأن النجيبة يستحب لها أن تقدم يدا ثم تقدم الأخرى ، فإذا طبقت لم تحمد ; قال : وهو مثل قوله :


                                                          حتى إذا ما استوى في غرزها تثب



                                                          والمطابقة : المشي في القيد وهو الرسف . والمطابقة : أن يضع الفرس رجله في موضع يده ، وهو الأحق من الخيل . ومطابقة الفرس في جريه : وضع رجليه مواضع يديه . والمطابقة : مشي المقيد . وبنات الطبق : الدواهي ، ويقال للداهية إحدى بنات طبق ، ويقال للدواهي بنات طبق ، ويروى أن أصلها الحية أي أنها استدارت حتى صارت مثل الطبق ويقال إحدى بنات طبق شرك على رأسك ، تقول ذلك للرجل إذا رأى ما يكرهه ; وقيل : بنت طبق سلحفاة ، وتزعم العرب أنها تبيض تسعا وتسعين بيضة كلها سلاحف ، وتبيض بيضة تنقف عن أسود ، يقال : لقيت منه بنات طبق وهي الداهية . الأصمعي : يقال : جاء بإحدى بنات طبق وأصلها من الحيات ، وذكر الثعالبي أن طبقا حية صفراء ; ولما نعي المنصور إلى خلف الأحمر أنشأ يقول :


                                                          قد طرقت ببكرها أم طبق     فذمروها وهمة ضخم العنق
                                                          موت الإمام فلقة من الفلق



                                                          وقال غيره : قيل للحية أم طبق ، وبنت طبق لترحيها وتحويها ، وأكثر الترحي للأفعى ، وقيل : قيل للحيات : بنات طبق لإطباقها على من تلسعه ، وقيل : إنما قيل لها : بنات طبق لأن الحواء يمسكها تحت أطباق الأسفاط المجلدة . ورجل طباقاء : أحمق ، وقيل : هو الذي ينكح ، وكذلك البعير : جمل طباقاء : للذي لا يضرب . والطباقاء : العيي الثقيل الذي يطبق على الطروقة أو المرأة بصدره لصغره ; قال جميل بن معمر :


                                                          طباقاء لم يشهد خصوما ، ولم ينخ     قلاصا إلى أكوارها ، حين تعكف



                                                          ويروى عياياء ، وهما بمعنى ; قال ابن بري : ومثله قول الآخر :


                                                          طباقاء لم يشهد خصوما ، ولم يعش     حميدا ، ولم يشهد حلالا ولا عطرا



                                                          وفي حديث أم زرع : أن إحدى النساء وصفت زوجها فقالت : زوجي عياياء طباقاء وكل داء دواء ; قال الأصمعي : الطباقاء الأحمق الفدم ; وقال ابن الأعرابي : هو المطبق عليه حمقا ، وقيل : هو الذي أموره مطبقة عليه أي مغشاة ، قيل : هو الذي يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه . والطابق والطابق : ظرف يطبخ فيه ، فارسي معرب ، والجمع طوابق وطوابيق . قال سيبويه : أما الذين قالوا : طوابيق فإنما جعلوه تكسير فاعال ، وإن لم يكن في كلامهم ، كما قالوا : ملامح . والطابق : نصف الشاة ، وحكى اللحياني عن الكسائي طابق وطابق ، قال ابن سيده : ولا أدري أي ذلك عنى . وقولهم : صادف شن طبقه ; هما قبيلتان شن بن أفصى بن عبد القيس وطبق حي من إياد ، وكانت شن لا يقام لها فواقعتها طبق فانتصفت منها ، فقيل : وافق شن طبقه ، وافقه فاعتنقه ; قال الشاعر :


                                                          لقيت شنا إياد بالقنا     طبقا ، وافق شن طبقه



                                                          قال ابن سيده : وليس الشن هنا القربة لأن القربة لا طبق لها . وقال أبو عبيد عن الأصمعي في هذا المثل : الشن الوعاء المعمول من أدم ، فإذا يبس فهو شن ، وكان قوم لهم مثله فتشنن فجعلوا له غطاء فوافقه . [ ص: 91 ] وفي كتاب علي - رضوان الله عليه - إلى عمرو بن العاص : كما وافق شن طبقه ; قال : هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أو أمرين جمعتهما حالة واحدة اتصف بها كل منهما ، وأصله أن شنا وطبقة حيان اتفقا على أمر فقيل لهما ذلك ; لأن كل واحد منهما قيل ذلك له لما وافق شكله ونظيره ، وقيل : شن رجل من دهاة العرب وطبقة امرأة من جنسه زوجت منه ولهما قصة . التهذيب : والطبق الدرك من أدراك جهنم . ابن الأعرابي : الطبق الدبق . والطبق ، بفتح الطاء : الظلم بالباطل . والطبق : الخلق الكثير ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          كأن أيديهن بالرغام     أيدي نبيط ، طبقى اللطام



                                                          فسره فقال : معناه مداركوه حاذقون به ، ورواه ثعلب طبقي اللطام ، ولم يفسره . قال ابن سيده : وعندي أن معناه لازقي اللطام بالملطوم . وأتانا بعد طبق من الليل وطبيق : أراه يعني بعد حين ، وكذلك من النهار ; وقول ابن أحمر :


                                                          وتواهقت أخفافها طبقا     والظل لم يفضل ولم يكر



                                                          قال ابن سيده : أراه من هذا . والطبق : حمل شجر بعينه . والطباق : نبت أو شجر . قال أبو حنيفة : الطباق شجر نحو القامة ينبت متجاورا لا يكاد يرى منه واحدة منفردة ، وله ورق طوال دقاق خضر تتلزج إذا غمز ، وله نور أصفر مجتمع ; قال تأبط شرا :


                                                          كأنما حثحثوا حصا قوادمه     أو أم خشف بذي شث وطباق



                                                          وروي عن محمد بن الحنفية أنه وصف من يلي الأمر بعد السفياني فقال : يكون بين شث وطباق ; والشث والطباق : شجرتان معروفتان بناحية الحجاز . والحمى المطبقة : هي الدائمة لا تفارق ليلا ولا نهارا . والطابق والطابق : الآجر الكبير ، وهو فارسي معرب . ابن شميل : يقال : تحلبوا على ذلك الإنسان طباقاء ، بالمد ، أي تجمعوا كلهم عليه . وفي حديث أبي عمرو النخعي : ( يشتجرون اشتجار أطباق الرأس ) ; أي عظامه فإنها متطابقة مشتبكة كما تشتبك الأصابع ; أراد التحام الحرب والاختلاط في الفتنة . وجاء فلان مقتعطا إذا جاء متعمما طابقيا ، وقد نهي عنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية