الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5756 ) فصل : وألفاظ الخلع تنقسم إلى صريح وكناية ; فالصريح ثلاثة ألفاظ ; خالعتك ; لأنه ثبت له العرف . والمفاداة ; لأنه ورد به القرآن ، بقوله سبحانه : { فلا جناح عليهما فيما افتدت به } وفسخت نكاحك ; لأنه حقيقة فيه ، فإذا أتى بأحد هذه الألفاظ ، وقع من غير نية ، وما عدا هذه مثل : بارأتك ، وأبرأتك ، وأبنتك . فهو كناية ; لأن الخلع أحد نوعي الفرقة ، فكان له صريح وكناية ، كالطلاق . وهذا قول الشافعي إلا أن له في لفظ الفسخ وجهين ، فإذا طلبت الخلع ، وبذلت العوض فأجابها بصريح الخلع أو كنايته ، صح من غير نية ; لأن دلالة الحال من سؤال الخلع وبذل العوض ، صارفة إليه ، فأغنى عن النية فيه ، وإن لم يكن دلالة حال ، فأتى بصريح الخلع ، وقع من غير نية ، سواء قلنا : هو فسخ أو طلاق . ولا يقع بالكناية إلا بنية ممن تلفظ به منهما ، ككنايات الطلاق مع صريحه . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية