الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5002 (11) ومن سورة الإسراء

                                                                                              قد تقدمت في كتاب الإيمان أحاديث الإسراء .

                                                                                              انظر هذه الأحاديث في التلخيص في كتاب الإيمان .

                                                                                              [ 2884 ] عن عبد الله بن مسعود قال : بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر بنفر من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ! فقالوا : ما رابكم إليه ؟ لا يستقبلكم بشيء تكرهونه ! فقالوا : سلوه . فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح ، قال : فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يرد عليه شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه . قال : فقمت مكاني ، فلما نزل الوحي قال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] .

                                                                                              وفي رواية : وما أوتوا .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 389) ، والبخاري (125) ، ومسلم (2794) (32 و 33) ، والترمذي (3140) .

                                                                                              [ ص: 356 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 356 ] (11) ومن سورة الإسراء

                                                                                              قد تقدم الكلام في الإسراء وفي أحاديثه في كتاب الإيمان ، وتقدم الكلام في الروح في كتاب الصلاة ، وقد اختلف الناس في الروح التي سألت اليهود عنها النبي صلى الله عليه وسلم ; فقيل : هو عيسى عليه السلام . وقيل : هو جبريل عليه السلام . وقيل : هو روح الإنسان - وهذا الأخير هو الأولى ; لأن اليهود لا تقر بأن عيسى - عليه السلام - ولد بغير أب ، وجبريل عندها ملك معروف ، فتعين الثالث ، وهو الذي يناسب الإبهام في قوله حيث أجابهم بقوله : قل الروح من أمر ربي [ الإسراء : 85 ] أي : هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى مبهما له ، [ ص: 357 ] وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها ، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى .

                                                                                              و (قوله " فأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بمعنى سكت ، يقال : سكت ، وأسكت - لغتان ، وقيل : معنى أسكت أطرق ساكتا .




                                                                                              الخدمات العلمية