الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        الرابعة : اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة لا تعد ، قال الحازمي في كتاب " العجالة " : علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة ، كل [ ص: 46 ] نوع منها علم مستقل لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته .

        وقد ذكر ابن الصلاح منها - وتبعه المصنف - خمسة وستين ، وقال : وليس ذلك بآخر الممكن في ذلك ، فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى إذ لا تحصى أحوال رواة الحديث ، وصفاتهم ، وأحوال متون الحديث ، وصفاتها ، وما من حالة منها ولا صفة إلا وهي بصدد أن تفرد بالذكر وأهلها ، فإذا هي نوع على حياله . اهـ .

        قال شيخ الإسلام : وقد أخل بأنواع مستعملة عند أهل الحديث : منها القوي والجيد والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت والصالح .

        ومنها في صفات الرواة أشياء كثيرة ، كمن اتفق اسم شيخه والراوي عنه ، وكمن اتفق اسمه واسم شيخه وشيخ شيخه أو اسمه واسم أبيه وجده ، أو اتفق اسمه وكنيته ، وغير ذلك .

        واستدرك البلقيني في محاسن الاصطلاح خمسة أنواع أخر غير ما ذكر ، وسيأتي إلحاق كل ذلك إن شاء الله تعالى .

        وقد ذكر ابن الصلاح أيضا أحكام أنواع في ضمن نوع مع إمكان إفرادها بالذكر ، كذكره في نوع المعضل أحكام المعلق والمعنعن ، وهما نوعان مستقلان أفردهما ابن جماعة ، وذكر الغريب والعزيز والمشهور والمتواتر في نوع واحد ، [ ص: 47 ] وهي أربعة ، ووقع له عكس ذلك ، وهو تعدد أنواع وهي متحدة ، والمصنف تابع له في كل ذلك ، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .

        وهذا حين الشروع في المقصود بعون الملك المعبود . فأقول :

        التالي السابق


        الخدمات العلمية