الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ومن ذلك التصريح باختصاص بعض الأشياء بأنها عنده ، قال الله تبارك وتعالى : ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) ، ( الأعراف : 206 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ) ، ( الأنبياء : 19 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) ، ( فصلت : 38 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ، ( آل عمران : 169 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ) ، ( التحريم : 11 ) الآية ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله لما قضى الخلق ، كتب عنده فوق عرشه : إن رحمتي سبقت غضبي .

      ولمسلم عنه في حديث طويل : وما اجتمع قوم في بيت من [ ص: 160 ] بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله في من عنده . وفيهما عنه - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، فأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا ، تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا ، تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي ، أتيته هرولة . وفي صحيح مسلم ، عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الحديث إلى أن قال : ثم خرج علينا ، فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله ، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف . ولهما عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احتج آدم وموسى عند ربهما عز وجل ، فحج آدم موسى . وذكر الحديث ، وسيأتي إن شاء الله بتمامه .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية