الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              ولهذا قال أكثر الفقهاء ، كالشافعي وأحمد : إن قصر الصلاة بعرفة ومزدلفة ومنى وأيام التشريق : لا يجوز إلا للمسافر الذي يباح له القصر عندهم ، طردا للقياس ، واعتقادا أن القصر لم يكن إلا للسفر ، بخلاف الجمع حتى أمر أحمد وغيره : أن الموسم لا يقيمه أمير مكة لأجل قصر الصلاة .

              وذهب طوائف من أهل المدينة وغيرهم - منهم مالك ، وطائفة من أصحاب الشافعي وأحمد ، كأبي الخطاب في عباداته الخمس - إلى أنه يقصر المكيون وغيرهم ، وأن القصر هناك لأجل النسك .

              والحجة مع هؤلاء : أنه لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر من صلى خلفه بعرفة ومزدلفة ومنى من المكيين أن يتموا الصلاة ، كما أمرهم [ ص: 149 ] أن يتموا لما كان يصلي بهم بمكة أيام فتح مكة حين قال لهم : " أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر " .

              فإنه لو كان المكيون قد قاموا لما صلوا خلفه الظهر فأتموها أربعا ، ثم لما صلوا العصر قاموا فأتموها أربعا ، ثم لما صلوا خلفه عشاء الآخرة قاموا فأتموها أربعا ، ثم كانوا مدة مقامه بمنى يتمون خلفه - لما أهمل الصحابة نقل مثل هذا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية