الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما [ ص: 124 ] رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وظللنا عليكم الغمام : والغمام: هو ما غم السماء، فغطاها من سحاب وقتام، وكل مغط فهو غمام، ومنه: غم الهلال، أي غطاه الغيم. وفي الغمام الذي ظلله الله عليهم تأويلان: أحدهما: أنه السحابة، وهو قول ابن عباس . والثاني: أنه الذي أتى الملائكة في يوم بدر، مثل قوله تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة: 210] وهذا قول مجاهد. قوله عز وجل: وأنزلنا عليكم المن والسلوى فيه سبعة أقاويل: أحدها: أن المن ما سقط على الشجر فيأكله الناس، وهو قول ابن عباس . والثاني: أن المن صمغة، وهو قول مجاهد. والثالث: أن المن شراب، كان ينزل عليهم يشربونه بعد مزجه بالماء، وهو قول الربيع بن أنس. والرابع: أن المن عسل، كان ينزل عليهم، وهو قول ابن زيد. والخامس: أن المن الخبز الرقاق، هو قول وهب. والسادس: أنه الزنجبيل، وهو قول السدي. والسابع: أنه الترنجبين. وفي السلوى قولان: أحدهما: أنه السماني. والثاني: أنه طائر يشبه السماني كانت تحشره عليهم الريح الجنوب، وهذا قول ابن عباس ، واشتقاقه من السلو، كأنه مسلي عن غيره. قال ابن جريج: كان الرجل منهم إن أخذ من المن والسلوى زيادة على طعام يوم واحد فسد، إلا يوم الجمعة، فإنهم كانوا إذا أخذوا طعام يومين لم يفسد. وفي قوله عز وجل: كلوا من طيبات ما رزقناكم ثلاثة تأويلات: [ ص: 125 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: الشهيات اللذيذة. والثاني: أنه الحلال. والثالث: أنها المباح.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية