الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثالثة والعشرون قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا }

                                                                                                                                                                                                              الوسط في اللغة : الخيار ، وهو العدل . وقال بعضهم : هو من وسط الشيء .

                                                                                                                                                                                                              ، وليس للوسط الذي هو بمعنى ملتقى الطرفين ههنا دخول ; لأن هذه الأمة آخر الأمم ; وإنما أراد به الخيار العدل ، يدل عليه قوله تعالى بعده : { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }

                                                                                                                                                                                                              فأنبأنا ربنا تعالى بما أنعم به علينا من تفضيله لنا باسم العدالة ، وتوليته خطة الشهادة على جميع الخليقة ، فجعلنا أولا مكانا ، وإن كنا آخرا زمانا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { نحن الآخرون السابقون } .

                                                                                                                                                                                                              وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول ، ولا ينفذ على الغير قول الغير إلا أن يكون عدلا ، وذلك فيما يأتي بعد إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية