الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5362 (15) ومن سورة الحج

                                                                                              [ 2892 ] عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما : إن هذان خصمان اختصموا في ربهم [ الحج : 19 ] أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة .

                                                                                              رواه البخاري (3968) ، ومسلم (3033) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (15) ومن سورة الحج

                                                                                              (قوله : هذان خصمان إشارة إلى الفريقين اللذين ذكرهما أبو ذر ، وهما : علي وحمزة وعبيدة ، وهم المؤمنون ، والفريق الآخر : عتبة وشيبة ، والوليد بن عتبة - التقيا يوم بدر في أول الحرب ، فافتخر المشركون [ ص: 364 ] بدينهم وانتسبوا إلى شركهم ، وافتخر المسلمون بالإسلام وانتسبوا إلى التوحيد . ولما خرج المشركون ودعوا إلى البراز خرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة الأنصاري ، فلما انتسبوا لهم قالوا : أكفاء كرام ، ولكنا نريد قومنا ! فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي رضي الله عنهم ، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا صاحبيهما فقتلاهما ، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان كلاهما أثبت صاحبه ، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا صاحبيهما ، فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه .

                                                                                              وقال قتادة : هم أهل الكتاب ، افتخروا بسبق دينهم وكتابهم ، فقال المسلمون : كتابنا مهيمن على الكتب ، ونبينا خاتم الأنبياء . وقال مقاتل : أهل الملل في دعوى الحق .

                                                                                              و (قوله : قطعت لهم ثياب من نار [ الحج : 19 ] ) ; أي أعدت ، كما يقطع من الثوب القميص والسراويل ، كما قال تعالى : سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار [ إبراهيم : 50 ] فألبسوا والله ثيابا العري خير منها ، كما أطعموا طعاما وسقوا شرابا الجوع والظمأ خير منهما .

                                                                                              و (قوله : يصهر به ما في بطونهم والجلود [ الحج : 20 ] ) ; أي : يقطع به وينضج ويذاب .




                                                                                              الخدمات العلمية