الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في التجافي في السجود

                                                                                                          274 حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن قيس عن عبيد الله بن عبد الله بن الأقرم الخزاعي عن أبيه قال كنت مع أبي بالقاع من نمرة فمرت ركبة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي قال فكنت أنظر إلى عفرتي إبطيه إذا سجد أي بياضه قال وفي الباب عن ابن عباس وابن بحينة وجابر وأحمر بن جزء وميمونة وأبي حميد وأبي مسعود وأبي أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة والبراء بن عازب وعدي بن عميرة وعائشة قال أبو عيسى وأحمر بن جزء هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له حديث واحد قال أبو عيسى حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن أرقم الزهري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو كاتب أبي بكر الصديق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن داود بن قيس ) الفراء الدباغ المدني ثقة فاضل قوله : ( عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم ) بتقديم القاف على الراء حجازي ثقة من الثالثة ( عن أبيه ) أي عبد الله بن أقرم وهو صحابي مقل .

                                                                                                          قوله : ( بالقاع ) قال في القاموس : القاع أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام ج قيع وقيعة وقيعان بكسرهن وأقواع وأقوع ، انتهى ( من نمرة ) بفتح ، ثم كسر قال في القاموس : نمرة كفرجة [ ص: 130 ] موضع بعرفات ، أو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك خارجا من المأزمين ، انتهى ( إلى عفرتي إبطيه ) العفرة بالضم : هو بياض غير خالص بل كلون عفر الأرض وهو وجهها ، أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر ، كذا في المجمع ( وأرى بياضه ) عطف على قوله : وانظر إلى عفرتي إبطيه عطف تفسير . والحديث يدل على أن السنة في السجود أن ينحي يديه عن جنبيه ولا خلاف في ذلك .

                                                                                                          قوله : ( قال وفي الباب عن ابن عباس وابن بحينة وجابر وأحمر بن جزء وميمونة وأبي حميد وأبي أسيد وأبي مسعود وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة والبراء بن عازب وعدي بن عميرة وعائشة ) أما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد ولفظه : قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجنح قد فرج يديه . وأما حديث ابن بحينة فأخرجه الشيخان ولفظه : إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه ، واسم ابن بحينة عبد الله ، وبحينة اسم أمه . وأما حديث جابر فأخرجه أحمد وأبو عوانة في صحيحه ولفظه : إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه . وأما حديث أحمر بن جزء فأخرجه أحمد وأبي داود وابن ماجه وصححه ابن دقيق العيد على شرط البخاري ، ولفظه : قال : إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي مرفقيه عن جنبيه إذا سجد . وأما حديث ميمونة وأبي حميد فأخرجه مسلم ولفظهما : كان إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه . وأما حديث أبي أسيد وأبي مسعود وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فلينظر من أخرجه . وأما حديث البراء فأخرجه أحمد وفيه : كان إذا سجد بسط كفيه ورفع عجيزته وخوى ورواه ابن خزيمة والنسائي وغيرهما بلفظ : كان إذا جنح يقال جنح الرجل في صلاته إذا مد ضبعيه . وقال الهروي : أي فتح عضديه وخوى يعني جنح . وأما حديث عدي بن عميرة فأخرجه الطبراني بمثل حديث جابر المذكور . وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم بلفظ : نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع .




                                                                                                          الخدمات العلمية