الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون

                                                                                                                                                                                                                                      لا يستوي أصحاب النار الذين نسوا الله تعالى فاستحقوا الخلود في النار. وأصحاب الجنة الذين اتقوا الله فاستحقوا الخلود في الجنة، ولعل تقديم أصحاب النار في الذكر للإيذان من أول الأمر بأن المقصور الذي ينبئ عنه عدم الاستواء من جهتهم لا من جهة مقابليهم فإن مفهوم عدم الاستواء بين الشيئين المتفاوتين زيادة ونقصانا وإن جاز اعتباره بحسب زيادة الزائد لكن المتبادر اعتباره بحسب نقصان الناقص وعليه قوله تعالى: " هل يستوي الأعمى والبصير " أم هل يستوي الظلمات والنور إلى غير ذلك من المواقع وأما قوله تعالى: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فلعل تقديم الفاضل فيه لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها ولا دلالة في الآية الكريمة على أن المسلم لا يقتص بالكافر وأن الكفار لا يملكون أموال المسلمين بالقهر لأن المراد عدم الاستواء في الأخروية كما ينبئ عنه التعبير عن الفريقين بصاحبية النار وصاحبية الجنة، وكذا قوله تعالى: أصحاب الجنة هم الفائزون فإنه استئناف مبين لكيفية عدم الاستواء بين الفريقين أي: هم الفائزون بكل مطلوب الناجون عن كل مكروه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية