الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5044 ( 60 ) كلام ابن منبه

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن سفيان قال : حدثنا رجل من أهل الصنعاء عن وهب بن منبه قال : مر رجل براهب فقال : يا راهب ، كيف ذكرك للموت ؟ قال : ما أرفع قدما ولا أضع أخرى إلا رأيت أني ميت ، قال : كيف دأب نشاطك ، قال : ما كنت أرى أحدا سمع بذكر الجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يصلي ، فقال الرجل : إني لأصلي فأبكي حتى ينبت البقل من دموعي ، فقال الراهب : إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك ، إن صلاة المدل لا تصعد فوقه ، فقال الرجل : أوصني ، فقال الراهب : عليك بالزهد في الدنيا ولا تنازعها أهلها ، وكن كالنخلة إن أكلت أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت طيبا ، وإن وقعت على شيء لم تضره ولم تكسره ، وانصح لله كنصح الكلب أهله إن يجيعوه ويضربوه ويأبى إلا نصحا لهم وحفظا عليهم .

                                                                                ( 2 ) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال : بلغني أن ابن منبه كان يقول : أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا ، وأوشكها ردى اتباع الهوى ، ومن اتباع الهوى الرغبة في الدنيا ، ومن الرغبة في الدنيا حب المال والشرف ، ومن حب المال والشرف [ ص: 252 ] استحلال المحارم ، ومن استحلال المحارم يغضب الله ، وغضب الله الداء الذي لا دواء له إلا رضوان الله ، ورضوان الله دواء لا يضر معه داء ، ومن يريد أن يرضي ربه يسخط نفسه ، ومن لا يسخط نفسه لا يرضي ربه ، إن كان كلما ثقل على الإنسان شيء من دينه تركه أوشك أن لا يبقى معه شيء .

                                                                                ( 3 ) حدثنا مروان بن معاوية عن منصور بن حيان عن القاسم بن أبي بزة قال : سمعت ابن منبه يقول : إنا نجد في الكتب أن الله يقول : يا ابن آدم ؟ إنك ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان ، وحق علي أن لا أضل عبدي وهو حريص على الهدى وأنا الحكم .

                                                                                ( 4 ) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن ابن منبه قال : مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر .

                                                                                ( 5 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن جعفر بن سليمان الضبعي عن النعمان بن الزبير عن ابن منبه قال : أوحي إلى عزير يا عزير ، لا تحلف بي كاذبا فإني لا أرضى عمن يحلف بي كاذبا ، يا عزير ، والديك فإنه من بر والديه رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وإذا باركت بلغت النسل الرابع ، يا عزير ، لا تعق والديك فإنه من يعق والديه غضبت وإذا غضبت لعنت ، وإذا لعنت بلغت النسل الرابع .

                                                                                ( 6 ) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا صالح الفزاري عن إبراهيم بن ميمون عن وهب بن منبه قال : قال داود : يا رب ، ابن آدم ليس منه شعرة إلا تحتها منك نعمة ، وفوقها منك نعمة ، فمن أين يكافيك بما أعطيته ؟ قال : فأوحى الله إليه : يا داود ، إني أعطي الكثير وأرضى باليسير ، وإذا شكر ذلك لي أن يعلم أن ما به من نعمة مني .

                                                                                ( 7 ) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا عطاء بن السائب عن وهب بن منبه قال : أعطى الله موسى نورا يكون لغيره نارا ، قال : فدعا موسى هارون فقال : إن الله وهب لي نورا يكون لغيري نارا وإن موسى وهبه لي وإني أهبه لكما ، قال : فكان ابنا هارون يقربان القربان لبني إسرائيل ، قال فاختزنا شيئا فنزلت النار فاحترقا ، قال : فقيل لهما : يا موسى وهارون ، كذا أصنع بمن عصاني من أهل طاعتي ؛ فكيف أصنع بمن عصاني من أهل معصيتي [ ص: 253 ]

                                                                                ( 8 ) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي قال حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي عن ابن منبه قال : كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله زمانا ، ثم طلب إلى الله حاجة وصام لله سبعين يأكل كل سبت إحدى عشر مرة ، قال : وطلب إلى الله حاجته فلم يعطها فأقبل على نفسه فقال : أيتها النفس ، من قبلك أتيت ، لو كان عندك خير لأعطيت حاجتك ، ولكن ليس عندك خير ، قال : فنزل إليه ساعتئذ ملك ، فقال له : يا ابن آدم ، إن ساعتك هذه التي رزئت على نفسك فيها خير من عبادتك كلها التي مضت ، وقد أعطاك الله حاجتك التي سألت .

                                                                                ( 9 ) حدثنا أبو خالد الأحمر قال : حدثني من لا أتهم عن ابن منبه أنه جلس هو وطاوس ونحوهما من أهل ذلك الزمان فذكروا أي أمر الله أسرع ؟ فقال بعضهم : قول الله كلمح البصر ، وقال بعضهم : السرير حين أتي به سليمان ، فقال ابن منبه : أسرع أمر الله أن يونس على حافة السفينة إذ أوحى الله إلى نون في نيل مصر ، قال : فما خر من حافتها إلا في جوفه .

                                                                                ( 10 ) حدثنا المحاربي عن عبد الرحمن بن سليمان العبسي عن إدريس بن سنان عن جد وهب بن منبه قال : كان على موسى يوم ناجى ربه عند الشجرة جبة من صوف وتبان من صوف وقلنسوة من صوف .

                                                                                ( 11 ) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة عن عوف قال : قال ابن منبه : من خصال المنافق أن يحب الحمد ويبغض الذم .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية