الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، أحبار اليهود الذين كتموا الناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ، برشى كانوا أعطوها على ذلك ، كما : -

2494 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " الآية كلها ، هم أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم وبين لهم من الحق والهدى ، من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأمره .

2495 - حدثنا المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله : ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا ) [ ص: 328 ] قال : هم أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والإسلام وشأن محمد صلى الله عليه وسلم .

2496 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي : " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، فهؤلاء اليهود كتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم .

2497 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج عن عكرمة قوله : " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، والتي في " آل عمران " ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) [ سورة آل عمران : 77 ] نزلتا جميعا في يهود .

وأما تأويل قوله : " ويشترون به ثمنا قليلا " ، فإنه يعني : يبتاعون به . " والهاء " التي في " به " ، من ذكر " الكتمان " . فمعناه : ابتاعوا بكتمانهم ما كتموا الناس من أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأمر نبوته ثمنا قليلا . وذلك أن الذي كانوا يعطون على تحريفهم كتاب الله وتأويلهموه على غير وجهه ، وكتمانهم الحق في ذلك اليسير من عرض الدنيا ، كما : -

2498 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط عن السدي : " ويشترون به ثمنا قليلا " قال : كتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا عليه طمعا قليلا فهو الثمن القليل .

وقد بينت فيما مضى صفة " اشترائهم " ذلك ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية