الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2925 [ ص: 361 ] 57

                                                                                                                                                                                                                              كتاب فرض الخمس

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 362 ] [ ص: 363 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                              57 - كتاب فرض الخمس

                                                                                                                                                                                                                              1 - باب: فرض الخمس

                                                                                                                                                                                                                              3091 - حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي - عليهما السلام - أخبره، أن عليا قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفا من الخمس، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع، أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاى مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما، فقلت: من فعل هذا فقالوا: فعل حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار. فانطلقت حتى أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ما لك؟" فقلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم قط، عدا حمزة على ناقتي، فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب. فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 364 ] فارتدى، ثم انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر فنظر إلى سرته، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة: هل أنتم إلا عبيد لأبي؟ فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد ثمل، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقرى وخرجنا معه.
                                                                                                                                                                                                                              [انظر: 2089 - مسلم: 1979 - فتح: 6 \ 196]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية