الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم

                                                                                                          2650 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي هارون العبدي قال كنا نأتي أبا سعيد فيقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرضين يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا قال أبو عيسى قال علي بن عبد الله قال يحيى بن سعيد كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي قال يحيى بن سعيد ما زال ابن عون يروي عن أبي هارون العبدي حتى مات وأبو هارون اسمه عمارة بن جوين

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن سفيان ) هو الثوري ( عن أبي هارون ) اسمه عمارة بن جوين بجيم مصغرا العبدي مشهور بكنيته متروك ، ومنهم من كذبه ، شيعي من الرابعة ( فيقول مرحبا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) قال المناوي : أي رحبت بلادكم واتسعت وأتيتم أهلا فلا تستوحشوا بوصيته -صلى الله عليه وسلم- ( إن الناس لكم تبع ) جمع تابع كخدم جمع خادم والخطاب لعلماء الصحابة ، يعني إن الناس يتبعونكم في أفعالكم وأقوالكم لأنكم أخذتم عني مكارم الأخلاق ، وفيه مأخذ لتسمية التابعي تابعيا وإن كانت التبعية عامة بواسطة أو بغير واسطة ، ولكن المطلق ينصرف إلى الكامل ( من أقطار الأرض ) جمع قطر : بضم القاف وسكون الطاء المهملة : الناحية والجانب أي من جوانبها ( يتفقهون في الدين ) أي يطلبون الفقه والفهم فيه ، والجملة استئنافية لبيان علة الإتيان أو حال من المرفوع في يأتونكم وهو أقرب إلى الذوق ، قاله الطيبي ( فإذا أتوكم ) أي بهذا القصد ، وآثر " إذا " على " إن " لإفادتها تحقيق وقوع هذا الأمر من أعلام نبوته لوقوع ذلك كما أخبر به ( فاستوصوا بهم خيرا ) أي في تعليمهم علوم الدين وتحقيقهم اطلبوا الوصية والنصيحة بهم من [ ص: 343 ] أنفسكم ، فالسين ، للطلب والكلام من باب التجريد ، أي ليجرد كل منكم شخصا من نفسه ويطلب منه التوصية في حق الطالبين ومراعاة أحوالهم ، وقيل : الاستيصاء طلب الوصية من نفسه أو من غيره ، بأحد أو بشيء . يقال استوصيت زيدا بعمرو خيرا ، أي طلبت من زيد أن يفعل بعمرو خيرا والباء في " بهم " للتعدية ، وقيل : الاستيصاء قبول الوصية ومعناه اقبلوا الوصية مني بإيتائهم خيرا وقيل معناه مروهم ، بالخير وعظوهم وعلموهم إياه كذا في المرقاة .

                                                                                                          قوله : ( قال علي بن عبد الله ) هو ابن المديني ( قال يحيى بن سعيد ) هو القطان ( وما زال ابن عون ) اسمه عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن ، من السادسة .




                                                                                                          الخدمات العلمية