الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1188 ( باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب يذكر فيه الرجل ينعى إلى أهل الميت ، فقوله "باب" منون خبر مبتدأ محذوف كما قدرنا ، وقوله : " الرجل " مرفوع على أنه مبتدأ ، وقوله "ينعى" خبره ، ومعنى ينعى إلى أهل الميت : يظهر خبر موته إليهم ، يقال : نعاه ينعاه نعيا ونعيانا ، وهو من باب فعل يفعل بفتح العين فيهما ، وفي المحكم : النعي الدعاء بموت الميت والإشعار به ، وفي الصحاح : النعي خبر الموت ، وكذلك النعي على فعيل ، وفي الواعي النعي على فعيل هو نداء الناعي ، والنعي أيضا هو الرجل الذي ينعى ، والنعي الرجل الميت ، والنعي الفعل والضمير في بنفسه يرجع إلى الميت ، أي بنفس الميت ، وهذه الترجمة بهذه الصفة هي المشهورة في أكثر الروايات ، وفي رواية الكشميهني بحذف الباء في بنفسه ، أي ينعي نفس الميت إلى أهله ، وفي رواية الأصيلي سقط ذكر الأهل ، وليس لها وجه ، وقال المهلب : الصواب أن يقول : "باب الرجل ينعى إلى الناس الميت بنفسه" ، وإليه مال ابن بطال ، فقال : في الترجمة خلل ، ومقصود البخاري : باب الرجل ينعى إلى الناس الميت بنفسه ، ويكون الميت نصبا مفعول ينعى ، وقال الكرماني : لا خلل فيه لجواز حذف المفعول عند القرينة ، وقال بعضهم : نصرة للبخاري التعبير بالأهل لا خلل فيه ; لأن مراده به ما هو أعم من القرابة ، أو أخوة الدين ، وهو أولى من التعبير بالناس ; لأنه يخرج من ليس له به أهلية كالكفار . قلت : فيه نظر ; لأن الأهل لا يستعمل في أخوة الدين ، وقد تكلم جماعة في هذا الموضع بما لا طائل تحته ، وفيما ذكرناه كفاية فافهم .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية