nindex.php?page=treesubj&link=28975_19721_28723nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إنما التوبة على الله استئناف مسوق لبيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=19706قبول التوبة من الله تعالى ليس على إطلاقه كما ينبئ عنه وصفه تعالى بكونه توابا رحيما بل هو مقيد بما سينطق به النص الكريم، فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17التوبة مبتدأ وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17للذين يعملون السوء خبره، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17على الله متعلق بما تعلق به الخبر من الاستقرار، فإن تقديم الجار والمجرور على عامله المعنوي مما لا نزاع في جوازه وكذا الظرف أو بمحذوف وقع حالا من ضمير المبتدإ المستكن فيما تعلق به الخبر على رأي من جوز تقديم الحال على عاملها المعنوي عند كونها ظرفا
[ ص: 156 ] أو حرف جر كما سبق في تفسير قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97ولله على الناس حج البيت وأيا ما كان; فمعنى كون التوبة عليه سبحانه صدور القبول عنه تعالى، وكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17 "على" للدلالة على التحقق البتة بحكم جري العادة وسبق الوعد حتى كأنه من الواجبات عليه سبحانه، وهذا مراد من قال :كلمة "على" بمعنى من، وقيل: هي بمعنى عند، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يعني: التوبة التي يقبلها الله تعالى. وقيل: هي التوبة التي أوجب الله تعالى على نفسه بفضله قبولها، وهذا يشير إلى أن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17على الله صفة للتوبة بتقدير متعلقه معرفة على رأي من جوز حذف الموصول مع بعض صلته، أي: إنما التوبة الكائنة على الله، والمراد بـالسوء: المعصية صغيرة كانت أو كبيرة، وقيل: الخبر
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17 "على الله". وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17للذين متعلق بما تعلق به الخبر أو بمحذوف وقع حالا من الضمير المستكن في متعلق الخبر، وليس فيه ما في الوجه الأول من تقديم الحال على العامل المعنوي إلا أن الذي يقتضيه المقام ويستدعيه النظام هو الأول لما أن ما قبله من وصفه تعالى بكونه توابا رحيما إنما يقتضي بيان اختصاص قبول التوبة منه تعالى بالمذكورين، وذلك إنما يكون بجعل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17للذين إلخ خبرا، ألا يرى إلى قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وليست التوبة للذين يعملون السيئات إلخ فإنه ناطق بما قلنا كأنه قيل: إنما التوبة لهؤلاء لا لهؤلاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17بجهالة متعلق بمحذوف وقع حالا من فاعل "يعملون" أي: يعملون السوء ملتبسين بها، أي: جاهلين سفهاء أو بـ"يعملون" على أن الباء سببية، أي: يعملونه بسبب الجهالة لأن ارتكاب الذنب مما يدعو إليه الجهل، وليس المراد به عدم العلم بكونه سوءا بل عدم التفكر في العاقبة كما يفعله الجاهل. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: اجتمع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فرأوا أن كل شيء عصى به ربه فهو جهالة عمدا كان أو خطأ. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد "من عصى الله تعالى فهو جاهل حتى ينزع عن جهالته"، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: يعني بقوله بجهالة: اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17ثم يتوبون من قريب أي: من زمان قريب وهو ما قبل حضور الموت كما ينبئ عنه ما سيأتي من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حتى إذا حضر أحدهم الموت إلخ فإنه صريح في أن
nindex.php?page=treesubj&link=19722وقت الاحتضار هو الوقت الذي لا تقبل فيه التوبة فبقي ما وراءه في حيز القبول. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما "قبل أن ينزل به سلطان الموت"، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك "كل توبة قبل الموت" فهو قريب، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي "مالم يؤخذ بكظمه وهو مجرى النفس". وروى
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=665830 "إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء "ولو قبل موته بفواق ناقة"، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن إبليس قال حين أهبط إلى الأرض وعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام روحه في جسده فقال تعالى: "وعزتي لا أغلق عليه باب التوبة مالم يغرغر" و"من" تبعيضية، أي: يتوبون بعض زمان قريب كأنه سمى ما بين وجود المعصية وبين حضور الموت زمانا قريبا، ففي أي جزء تاب من أجزاء هذا الزمان فهو تائب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17فأولئك إشارة إلى المذكورين من حيث اتصافهم بما ذكر، وما فيه من معنى البعد باعتبار كونهم بانقضاء ذكرهم في حكم البعيد، والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب وهو مبتدأ خبره قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17يتوب الله عليهم وما فيه من تكرير الإسناد لتقوية الحكم، وهذا وعد بقبول توبتهم إثر بيان أن التوبة لهم، والفاء للدلالة على سببيتها للقبول.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17وكان الله عليما حكيما مبالغا في العلم والحكمة فيبني أحكامه وأفعاله على أساس الحكمة والمصلحة، والجملة اعتراضية مقررة لمضمون ما قبلها وإظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار للإشعار بعلة الحكم فإن الألوهية منشأ لاتصافه تعالى بصفات الكمال.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_19721_28723nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهِ عَلِيمًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ اسْتِئْنَافٌ مَسُوقٌ لِبَيَانِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19706قَبُولَ التَّوْبَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ وَصْفُهُ تَعَالَى بِكَوْنِهِ تَوَّابَاً رَحِيمَاً بَلْ هُوَ مُقَيَّدٌ بِمَا سَيَنْطِقُ بِهِ النَّصُّ الْكَرِيمُ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17التَّوْبَةُ مُبْتَدَأٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ خَبَرُهُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17عَلَى اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِمَا تَعَلَّقَ بِهِ الْخَبَرُ مِنَ الْاسْتِقْرَارِ، فَإِنَّ تَقْدِيمَ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ عَلَى عَامِلِهِ الْمَعْنَوِيِّ مِمَّا لَا نِزَاعَ فِي جَوَازِهِ وَكَذَا الظَّرْفُ أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالَاً مِنْ ضَمِيرِ الْمُبْتَدَإِ الْمُسْتَكِنِّ فِيمَا تَعَلَّقَ بِهِ الْخَبَرُ عَلَى رَأْيِ مَنْ جَوَّزَ تَقْدِيمَ الْحَالِ عَلَى عَامِلِهَا الْمَعْنَوِيِّ عِنْدَ كَوْنِهَا ظَرْفَاً
[ ص: 156 ] أَوْ حَرْفَ جَرٍّ كَمَا سَبَقَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ وَأَيَّاً مَا كَانَ; فَمَعْنَى كَوْنِ التَّوْبَةِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ صُدُورُ الْقَبُولِ عَنْهُ تَعَالَى، وَكَلِمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17 "عَلَى" لِلدِّلَالَةِ عَلَى التَّحَقُّقِ الْبَتَّةَ بِحُكْمِ جَرْيِ الْعَادَةِ وَسَبْقِ الْوَعْدِ حَتَّى كَأَنَّهُ مِنَ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ، وَهَذَا مُرَادُ مَنْ قَالَ :كَلِمَةُ "عَلَى" بِمَعْنَى مِنْ، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عِنْدَ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ يَعْنِي: التَّوْبَةَ الَّتِي يَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى. وَقِيلَ: هِيَ التَّوْبَةُ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ بِفَضْلِهِ قَبُولَهَا، وَهَذَا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17عَلَى اللَّهِ صِفَةٌ لِلتَّوْبَةِ بِتَقْدِيرِ مُتَعَلَّقِهِ مَعْرِفَةً عَلَى رَأْيِ مَنْ جَوَّزَ حَذْفَ الْمَوْصُولِ مَعَ بَعْضِ صِلَتِهِ، أَيْ: إِنَّمَا التَّوْبَةُ الْكَائِنَةُ عَلَى اللَّهِ، وَالْمُرَادُ بِـالسُّوءِ: الْمَعْصِيَةُ صَغِيرَةً كَانَتْ أَوْ كَبِيرَةً، وَقِيلَ: الْخَبَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17 "عَلَى اللَّهِ". وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17لِلَّذِينَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا تَعَلَّقَ بِهِ الْخَبَرُ أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالَاً مِنَ الضَّمِيرِ الْمُسْتَكِنِّ فِي مُتَعَلَّقِ الْخَبَرِ، وَلَيْسَ فِيهِ مَا فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ مِنْ تَقْدِيمِ الْحَالِ عَلَى الْعَامِلِ الْمَعْنَوِيِّ إِلَّا أَنَّ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ وَيَسْتَدْعِيهِ النِّظَامُ هُوَ الْأَوَّلُ لِمَا أَنَّ مَا قَبْلَهُ مِنْ وَصْفِهِ تَعَالَى بِكَوْنِهِ تَوَّابَاً رَحِيمَاً إِنَّمَا يَقْتَضِي بَيَانَ اخْتِصَاصِ قَبُولِ التَّوْبَةِ مِنْهُ تَعَالَى بِالْمَذْكُورِينَ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بِجَعْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17لِلَّذِينَ إِلَخْ خَبَرَاً، أَلَا يُرَى إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ إِلَخْ فَإِنَّهُ نَاطِقٌ بِمَا قُلْنَا كَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّمَا التَّوْبَةُ لِهَؤُلَاءِ لَا لِهَؤُلَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17بِجَهَالَةٍ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالَاً مِنْ فَاعِلِ "يَعْمَلُونَ" أَيْ: يَعْمَلُونَ السُّوءَ مُلْتَبِسِينَ بِهَا، أَيْ: جَاهِلِينَ سُفَهَاءَ أَوْ بِـ"يَعْمَلُونَ" عَلَى أَنَّ الْبَاءَ سَبَبِيَّةٌ، أَيْ: يَعْمَلُونَهُ بِسَبَبِ الْجَهَالَةِ لِأَنَّ ارْتِكَابَ الذَّنْبِ مِمَّا يَدْعُو إِلَيْهِ الْجَهْلُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ عَدَمَ الْعِلْمِ بِكَوْنِهِ سُوءَاً بَلْ عَدَمَ التَّفَكُّرِ فِي الْعَاقِبَةِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْجَاهِلُ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَوْا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَصَى بِهِ رَبَّهُ فَهُوَ جَهَالَةٌ عَمْدَاً كَانَ أَوْ خَطَأً. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ "مَنْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى فَهُوَ جَاهِلٌ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْ جَهَالَتِهِ"، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ بِجَهَالَةٍ: اخْتِيَارَهُمُ اللَّذَّةَ الْفَانِيَةَ عَلَى اللَّذَّةِ الْبَاقِيَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ أَيْ: مِنْ زَمَانٍ قَرِيبٍ وَهُوَ مَا قَبْلَ حُضُورِ الْمَوْتِ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ مَا سَيَأْتِي مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ إِلَخْ فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19722وَقْتَ الِاحْتِضَارِ هُوَ الْوَقْتُ الَّذِي لَا تُقْبَلُ فِيهِ التَّوْبَةُ فَبَقِيَ مَا وَرَاءَهُ فِي حَيِّزِ الْقَبُولِ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا "قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ سُلْطَانُ الْمَوْتِ"، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ "كُلُّ تَوْبَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ" فَهُوَ قَرِيبٌ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ "مَالَمْ يُؤْخَذْ بِكَظَمِهِ وَهُوَ مَجْرَى النَّفَسِ". وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبُو أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665830 "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ"، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءَ "وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفُوَاقِ نَاقَةٍ"، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّ إِبْلِيسَ قَالَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ وَعِزَّتِكَ لَا أُفَارِقُ ابْنَ آدَمَ مَا دَامَ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَقَالَ تَعَالَى: "وَعِزَّتِي لَا أُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَ التَّوْبَةِ مَالَمْ يُغَرْغِرْ" وَ"مِنْ" تَبْعِيضِيَّةٌ، أَيْ: يَتُوبُونَ بَعْضَ زَمَانٍ قَرِيبٍ كَأَنَّهُ سَمَّى مَا بَيْنَ وُجُودِ الْمَعْصِيَةِ وَبَيْنَ حُضُورِ الْمَوْتِ زَمَانَاً قَرِيبَاً، فَفِي أَيِّ جُزْءٍ تَابَ مِنْ أَجْزَاءِ هَذَا الزَّمَانِ فَهُوَ تَائِبٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17فَأُولَئِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الْمَذْكُورِينَ مِنْ حَيْثُ اتِّصَافُهُمْ بِمَا ذُكِرَ، وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِمْ بِانْقِضَاءِ ذِكْرِهِمْ فِي حُكْمِ الْبَعِيدِ، وَالْخِطَابُ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لِكُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ يَصْلُحُ لِلْخِطَابِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَمَا فِيهِ مِنْ تَكْرِيرِ الْإِسْنَادِ لِتَقْوِيَةِ الْحُكْمِ، وَهَذَا وَعْدٌ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِمْ إِثْرَ بَيَانِ أَنَّ التَّوْبَةَ لَهُمْ، وَالْفَاءُ لِلدِّلَالَةِ عَلَى سَبَبِيَّتِهَا لِلْقَبُولِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا مُبَالِغَاً فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ فَيَبْنِي أَحْكَامَهُ وَأَفْعَالَهُ عَلَى أَسَاسِ الْحِكْمَةِ وَالْمَصْلَحَةِ، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضِيَّةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا وَإِظْهَارُ الِاسْمِ الْجَلِيلِ فِي مَوْضِعِ الْإِضْمَارِ لِلْإِشْعَارِ بِعِلَّةِ الْحُكْمِ فَإِنَّ الْأُلُوهِيَّةَ مَنْشَأٌ لِاتِّصَافِهِ تَعَالَى بِصِفَاتِ الْكَمَالِ.