الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 297 ] بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنـزل الله بغيا أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم آمنوا بما أنـزل الله قالوا نؤمن بما أنـزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                "ما": نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس بمعنى بئس شيئا، اشتروا به أنفسهم : والمخصوص بالذم أن يكفروا : واشتروا بمعنى باعوا، "بغيا": حسدا وطلبا لما ليس لهم، وهو علة اشتروا، أن ينزل : لأن ينزل أو على أن ينزل، أي حسدوه على أن ينزل الله، من فضله : الذي هو الوحي، على من يشاء : وتقتضي حكمته وإرساله، فباءوا بغضب على غضب : فصاروا أحقاء بغضب مترادف; لأنهم كفروا بنبي الحق وبغوا عليه، وقيل: كفروا بمحمد بعد عيسى، وقيل: بعد قولهم: عزير ابن الله، وقولهم: يد الله مغلولة ، وغير ذلك من أنواع كفرهم، بما أنزل الله : مطلق فيما أنزل الله من كل كتاب، قالوا نؤمن بما أنزل علينا : مقيد بالتوراة، ويكفرون بما وراءه أي: قالوا ذلك والحال أنهم يكفرون بما وراء التوراة، وهو الحق مصدقا لما معهم : منها غير مخالف له، وفيه رد لمقالتهم; لأنهم إذا كفروا بما يوافق التوراة فقد كفروا بها، ثم اعترض عليهم بقتلهم الأنبياء مع ادعائهم الإيمان بالتوراة، والتوراة لا تسوغ قتل الأنبياء.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية