الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طفح

                                                          طفح : طفح الإناء والنهر يطفح طفحا وطفوحا : امتلأ وارتفع حتى يفيض . وطفحه طفحا ، وطفحه تطفيحا ، وأطفحه : ملأه حتى ارتفع . وطفح عقله : ارتفع . ورأيته طافحا ، أي ممتلئا ، الأزهري عن أبي عبيدة : الطافح والدهاق والملآن واحد . قال : والطافح الممتلئ المرتفع ، ومنه قيل للسكران : طافح ، أي : أن الشراب قد ملأه حتى ارتفع ، ومنه سكران طافح ، ويقال : طفح السكران ، فهو طافح ، أي ملأه الشراب ، الأزهري : يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سكرا : طافح . والطفاحة : زبد القدر . وكل ما علا : طفاحة ، كزبد القدر ، وما علا منها . واطفح الطفاحة ، على وزن افتعل : أخذها . وأنشد :


                                                          أتتكم الجوفاء جوعى تطفح طفاحة الإثر وطورا تجتدح



                                                          وقال غيره : طفاحة القوائم أي سريعتها ، وقال ابن أحمر :


                                                          طفاحة الرجلين ميلعة     سرح الملاط بعيدة القدر



                                                          الأصمعي : الطافح الذي يعدو . وقد طفح يطفح إذا عدا ; وقال المتنخل يصف المنهزمين :


                                                          كانوا نعائم حفان منفرة     معط الحلوق إذا ما أدركوا طفحوا



                                                          أي ذهبوا في الأرض يعدون . والريح تطفح القطنة : تسطع بها ; قال أبو النجم :


                                                          ممزقا في الريح أو مطفوحا



                                                          واطفح عني أي اذهب عني . الأزهري في ترجمة " طحف " : وفي الحديث " من قال كذا وكذا غفر له ، وإن كان عليه طفاح الأرض ذنوبا " ; وهو أن تمتلئ حتى تطفح أي تفيض ، قال : ومنه أخذ طفاحة القدر . ويقال لما تؤخذ به الطفاحة : مطفحة ، وهو كفكير بالفارسية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية