الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2958 [ ص: 451 ] 10 - باب: من قاتل لمغنم هل ينقص من أجره؟

                                                                                                                                                                                                                              3126 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عمرو قال: سمعت أبا وائل قال: حدثنا أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال أعرابي للنبي - صلى الله عليه وسلم - : الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله". [انظر: 123 - مسلم: 1904 - فتح: 6 \ 226]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي موسى الأشعري: قال أعرابي للنبي - صلى الله عليه وسلم - : الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في العلم في باب: من رفع رأسه قائما، والجهاد في باب: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب : من قاتل في سبيل الله ونوى بعد إعلاء كلمة الله ما شاء فهو في سبيل الله، والله أعلم بمواقع أجورهم، ولا يصلح لمسلم أن يقاتل إلا ونيته مبنية على الغضب لله والرغبة في إعلاء كلمته. ويدل على ذلك أنه قد يقاتل من لا يرجو أن يسلبه من عريان ولا شيء معه، فيغرر بمهجته مستلذا لذلك، ولو أعطي ملء الأرض على أن يغرر بمهجته في غير سبيل الله ما غرر، ولكن سهل عليه ركوب ذلك استلذاذا بإعلاء كلمة الله ونكاية عدوه والغضب لدينه.

                                                                                                                                                                                                                              وقد أسلفنا في الأعمال بالنيات في الإيمان أن ما كان ابتداؤه لله من الأعمال لم يضره بعد ذلك ما عرض في نفسه وخطر بقلبه من حديث النفس ووسواس من الشيطان، ولا يزيله عن حكمه إعجاب المرء

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 452 ] اطلاع العباد عليه بعد مضيه على ما ندبه الله إليه ولا سروره بذلك، وإنما المكروه أن يبتدئه بنية غير مخلصة لله، فذلك الذي يستحق عامله عليه العقاب.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية