الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طفل

                                                          طفل : الطفل : البنان الرخص ، المحكم : الطفل ، بالفتح الرخص الناعم ، والجمع طفال ، وطفول ; قال عمرو بن قميئة :


                                                          إلى كفل مثل دعص النقا وكف تقلب بيضا طفالا



                                                          وقال ابن هرمة :


                                                          متى ما يغفل الواشون تومئ     بأطراف منعمة طفول



                                                          والأنثى طفلة ; قال الأعشى :


                                                          رخصة طفلة الأنامل ترتب     ب سخاما تكفه بخلال



                                                          وقد طفل طفالة وطفولة ، ويقال : جارية طفلة إذا كانت رخصة . والطفل والطفلة : الصغيران ، والطفل : الصغير من كل شيء بين الطفل والطفالة والطفولة والطفولية ، ولا فعل له ; واستعمله صخر الغي في الوعل فقال :


                                                          بها كان طفلا ثم أسدس واستوى     فأصبح لهما في لهوم قراهب



                                                          وقول أبي ذؤيب :


                                                          ثلاثا فلما استحيل الجها     م واستجمع الطفل فيها رشوحا



                                                          عنى بالطفل السحاب الصغار ; أي جمعتها الريح وضمتها ، واستعار لها الرشوح حين جعلها طفلا ; وقول أبي كبير :


                                                          أزهير إن يصبح أبوك مقصرا     طفلا ينوء إذا مشى للكلكل



                                                          أراد أنه يقصر عما كان عليه ويضعف من الكبر ويرجع إلى حد الصبا والطفولة ، والجمع أطفال لا يكسر على غير ذلك ، وقال أبو الهيثم : الصبي يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم ، وفي حديث الاستسقاء : وقد شغلت أم الصبي عن الطفل ; أي شغلت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجدب ; ومنه قوله تعالى : تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وقولهم : وقع فلان في أمر لا ينادى وليده ، وقوله عز وجل : ثم يخرجكم طفلا ; قال الزجاج : طفلا هنا في موضع أطفال ، يدل على ذلك ذكر الجماعة ، وكأن معناه : ثم يخرج كل واحد منكم طفلا ، وقال تعالى : أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء والعرب تقول : جارية طفلة وطفل ، وجاريتان طفل ، وجوار طفل ، وغلام طفل ، وغلمان طفل ، ويقال : طفل ، وطفلة ، وطفلان ، وأطفال ، وطفلتان ، وطفلات في القياس ، والطفل : المولود : وولد كل وحشية أيضا طفل ، ويكون الطفل واحدا وجمعا [ ص: 127 ] مثل الجنب ، وغلام طفل إذا كان رخص القدمين واليدين ، وامرأة طفلة البنان : رخصتها في بياض بينة الطفولة ، وقد طفل طفالة أيضا ; وبنان طفل ، وإنما جاز أن يوصف البنان ، وهو جمع بالطفل ، وهو واحد ; لأن كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء فإنه يوحد ويذكر ، ولهذا قال حميد :


                                                          فلما كشفن اللبس عنه مسحنه     بأطراف طفل زان غيلا موشما



                                                          أراد بأطراف بنان طفل فجعله بدلا عنه ; قال : والطفل الصغير من أولاد الناس والدواب ، وأطفلت المرأة والظبية والنعم إذا كان معها ولد طفل ; وقال لبيد :


                                                          فعلا فروع الأيهقان وأطفلت     بالجلهتين ظباؤها ونعامها



                                                          قال ابن سيده : وأما قول لبيد " وأطفلت بالجلهتين " فإنه أراد : وباض نعامها ; ولكنه على قوله :


                                                          شراب ألبان وتمر وأقط



                                                          وقوله تعالى : فأجمعوا أمركم وشركاءكم ; فسيبويه يطرده والأخفش يقفه . أبو عبيد : ناقة مطفل ونوق مطافل ومطافيل ; بالإشباع ، معها أولادها ، وفي الحديث : سارت قريش بالعوذ المطافيل أي الإبل مع أولادها ; والعوذ : الإبل التي وضعت أولادها حديثا ; ويقال : أطفلت ، فهي مطفل ومطفلة ; يريد أنهم جاءوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم ، وفي حديث علي ، عليه السلام : فأقبلتم إلي إقبال العوذ المطافل ، فجمع بغير إشباع . والمطفل : ذات الطفل من الإنسان ، والوحش معها طفلها ، وهي قريبة عهد بالنتاج ، وكذلك الناقة ، والجمع مطافيل ومطافل ; قال أبو ذؤيب :


                                                          وإن حديثا منك لو تبذلينه     جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
                                                          مطافيل أبكار حديث نتاجها     تشاب بماء مثل ماء المفاصل



                                                          وطفلت الناقة : رشحت طفلها ; قال الأخطل :


                                                          إذا زعزعته الريح جر ذيوله     كما رجعت عوذ ثقال تطفل



                                                          وليلة مطفل : تقتل الأطفال ببردها . والطفل : الحاجة . وأطفال الحوائج : صغارها ، والطفل : الشمس عند غروبها ، والطفل : الليل ، ويقال للنار ساعة تقدح : طفل وطفلة ، ابن سيده : والطفل سقط النار ، والجمع أطفال ; وكل ذلك قد فسر به قول زهير :


                                                          لأرتحلن بالفجر ثم لأدأبن     إلى الليل إلا أن يعرجني طفل



                                                          يعني حاجة يسيرة مثل قدح نار أو نزول للبول وما أشبهه ، وكل جزء من ذلك طفل ، كان عينا أو حدثا ، والجمع كالجمع ، ومن هنا قالوا : طفل الهم والحب ; قال :


                                                          يضم إلي الليل أطفال حبها     كما ضم أزرار القميص البنائق



                                                          والتطفيل : السير الرويد ، يقال : طفلتها تطفيلا يعني الإبل ، وذلك إذا كان معها أولادها فرفقت بها في السير ليلحقها أولادها الأطفال ; فأما قول كهدل الراجز :


                                                          يا رب لا تردد إلينا طفيلا



                                                          فإما أن يكون طفيل بناء وضعيا كرجل طريم وهو الطويل ويعني به طفلا ، وإما أن يكون أراد طفيلا يصغره بذلك ويحقره ، فلما لم يستقم له الوزن غير بناء التصغير وهو يريده ، وهذا مذهب ابن الأعرابي ; والقياس ما بدأنا به . وطفل العشي : آخره عند غروب الشمس واصفرارها ، يقال : أتيته طفلا وعشاء طفلا ، فإما أن يكون صفة ، وإما أن يكون بدلا ، وطفلت الشمس تطفل طفولا وطفلت تطفيلا : همت بالوجوب ودنت للغروب ، وتطفيل الشمس : ميلها للغروب ، الأزهري : طفلت فهي تطفل طفلا ، ويقال : طفلت تطفيلا إذا وقع الطفل في الهواء وعلى الأرض وذلك بالعشي ; وأنشد :


                                                          باكرتها طفل الغداة بغارة     والمبتغون خطار ذاك قليل



                                                          وقال لبيد :


                                                          وعلى الأرض غيايات الطفل



                                                          وقال ابن بزرج : يقال : أتيته طفلا ، أي ممسيا ، وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب ، وأتيته طفلا : وذلك بعد طلوع الشمس ، أخذ من الطفل الصغير ; وأنشد :


                                                          ولا متلافيا والشمس طفل     ببعض نواشغ الوادي حمولا



                                                          وفي حديث ابن عمر : أنه كره الصلاة على الجنازة إذا طفلت الشمس للغروب . أي دنت منه ، واسم تلك الساعة الطفل ، وجارية طفلة إذا كانت صغيرة ، وجارية طفلة إذا كانت رقيقة البشرة ناعمة ، الأصمعي : الطفلة الجارية الرخصة الناعمة ، وكذلك البنان الطفل ، والطفلة : الحديثة السن ، والذكر طفل ، وطفل الليل : دنا وأقبل بظلامه ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          وطيبة نفسا بتأبين هالك     تذكر أخدانا إذا الليل طفلا



                                                          قوله : طيبة نفسا ، أي : أنها لم تعط أجرا على نوح هالك ، إنما تنوح لشجو أخرى تبكي على ابنها أو غيره ، وطفلنا وأطفلنا : دخلنا في الطفل ، والطفل : طفل الغداة وطفل العشي من لدن أن تهم الشمس بالذرور إلى أن يستمكن الضح من الأرض . وقال ابن سيده : طفل الغداة من لدن ذرور الشمس إلى استكمالها في الأرض ، الجوهري : والطفل - بالتحريك - بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب ، والطفل أيضا : مطر ; قال الشاعر :


                                                          لوهد جاده طفل الثريا



                                                          وطفيل : شاعر معروف ; وطفيل الأعراس ، وطفيل العرائس : رجل من أهل الكوفة من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم دون أن [ ص: 128 ] يدعى إليها ، وكان يقول : وددت أن الكوفة كلها بركة مصهرجة فلا يخفى علي منها شيء ، ثم سمي كل راشن طفيليا ، وصرفوا منه فعلا فقالوا طفل . ورجل طفليل : يدخل مع القوم فيأكل طعامهم من غير أن يدعى . ابن السكيت في قولهم : فلان طفيلي للذي يدخل الوليمة والمآدب ولم يدع إليها ، وقد تطفل ، وهو منسوب إلى طفيل المذكور ، والعرب تسمي الطفيلي الراشن والوارش ، وحكى ابن بري عن ابن خالويه : الطفيلي ، والوارش ، والواغل ، والأرشم ، والزلال ، والقسقاس ، والنتيل ، والدامر ، والدامق ، والزامج ، واللعمظ ، واللعموظ ، والمكزم ، والطفال ، والطفال : الطين اليابس ، يمانية ، وطفيل ; بفتح الطاء : اسم جبل ، وقيل موضع ; قال :


                                                          وهل أردن يوما مياه مجنة     وهل يبدون لي شامة وطفيل



                                                          قال ابن الأثير : وفي شعر بلال :


                                                          وهل يبدون لي شامة وطفيل



                                                          قال : قيل : هما جبلان بنواحي مكة ، وقيل : عينان ، وقال الليث : التطفيل من كلام أهل العراق ، ويقال : هو يتطفل في الأعراس ، وقال أبو طالب قولهم الطفيلي : قال الأصمعي : هو الذي يدخل على القوم من غير أن يدعوه ، مأخوذ من الطفل وهو إقبال الليل على النهار بظلمته ، وقال أبو عمرو : الطفل الظلمة نفسها ; وأنشد لابن هرمة :


                                                          وقد عراني من لون الدجى طفل



                                                          أراد أنه يظلم على القوم أمره فلا يدرون من دعاه ولا كيف دخل عليهم ; قال : وقال أبو عبيدة : نسب إلى طفيل بن زلال ، رجل من أهل الكوفة . وريح طفل إذا كانت لينة الهبوب ، وعشب طفل : لم يطل ، وطفل أي ناعم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية