الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طفا

                                                          طفا الشيء فوق الماء يطفو طفوا وطفوا : ظهر وعلا ولم يرسب . وفي الحديث : أنه ذكر الدجال فقال : كأن عينه عنبة طافية ; وسئل أبو العباس عن تفسيره فقال : الطافية من العنب الحبة التي قد خرجت عن حد نبتة أخواتها من الحب فنتأت وظهرت وارتفعت ، وقيل : أراد به الحبة الطافية على وجه الماء ، شبه عينه بها ، ومنه الطافي من السمك لأنه يعلو ويظهر على رأس الماء . وطفا الثور الوحشي على الأكم والرمال ; قال العجاج


                                                          إذا تلقته الدهاس خطرفا وإن تلقته العقاقيل طفا



                                                          ومر الظبي يطفو إذا خف على الأرض واشتد عدوه . والطفاوة : ما طفا من زبد القدر ودسمها . والطفاوة ، بالضم : دارة الشمس والقمر . الفراء : الطفاوي مأخوذ من الطفاوة ، وهي الدارة حول الشمس ; وقال أبو حاتم : الطفاوة الدارة التي حول القمر ، وكذلك طفاوة القدر ما طفا عليها من الدسم ; قال العجاج :


                                                          طفاوة الأثر كحم الجمل



                                                          والجمل : الذين يذيبون الشحم . والطفوة : النبت الرقيق . ويقال : أصبنا طفاوة من الربيع ، أي : شيئا منه . والطفاوة : حي من قيس عيلان . والطافي : فرس عمرو بن شيبان . والطفية : خوصة المقل ، والجمع طفي ; قال أبو ذؤيب :


                                                          لمن طلل بالمنتضى غير حائل     عفا بعد عهد من قطار ووابل
                                                          عفا غير نؤي الدار ما إن تبينه     وأقطاع طفي قد عفت في المعاقل



                                                          المناقل : جمع منقل وهو الطريق في الجبل ، ويروى : في المنازل ، ويروى : في المعاقل ، وهو كذا في شعره . وذو الطفيتين : حية لها خطان أسودان يشبهان بالخوصتين ، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها . وفي الحديث : اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر ، وقيل : ذو الطفيتين الذي له خطان أسودان على ظهره . والطفية : حية لينة خبيثة قصيرة الذنب ، يقال لها الأبتر . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اقتلوا الجان ذا الطفيتين والأبتر " ، قال الأصمعي : أراه شبه الخطين اللذين على ظهره بخوصتين من خوص المقل ، وهما الطفيتان ، وربما قيل لهذه الحية : طفية على معنى ذات طفية ; قال الشاعر :


                                                          وهم يذلونها من بعد عزتها     كما تذل الطفى من رقية الراقي



                                                          أي : ذوات الطفى ، وقد يسمى الشي باسم ما يجاوره . وحكى ابن [ ص: 129 ] بري : أن أبا عبيدة قال : خطان أسودان ، وأن ابن حمزة قال : أصفران ; وأنشد ابن الأعرابي :

                                                          عبد إذا ما رسب القوم طفا



                                                          قال : طفا أي نزا بجهله إذا ترزن الحليم . ‏

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية