الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طلب

                                                          طلب : الطلب : محاولة وجدان الشيء وأخذه ، والطلبة : ما كان لك عند آخر من حق تطالبه به ، والمطالبة : أن تطالب إنسانا بحق لك عنده ولا تزال تتقاضاه وتطالبه بذلك ، والغالب في باب الهوى الطلاب ، وطلب الشيء يطلبه طلبا واطلبه على افتعله ومنه عبد المطلب بن هاشم والمطلب أصله : متطلب فأدغمت التاء في الطاء وشددت فقيل : مطلب واسمه عامر ، وتطلبه : حاول وجوده وأخذه ، والتطلب : الطلب مرة بعد أخرى ، والتطلب : طلب في مهلة من مواضع ، ورجل طالب من قوم طلب وطلاب وطلبة الأخيرة اسم للجمع ، وطلوب من قوم طلب ، وطلاب من قوم طلابين ، وطليب من قوم طلباء ; قال مليح الهذلي :

                                                          فلم تنظري دينا وليت اقتضاءه ولم ينقلب منكم طليب بطائل



                                                          وطلب الشيء : طلبه في مهلة على ما يجيء عليه هذا النحو بالأغلب

                                                          ، وطالبه بكذا مطالبة وطلابا : طلبه بحق ; والاسم منه : الطلب والطلبة ، والطلب جمع طالب ; قال ذو الرمة :

                                                          فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت     يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب



                                                          وطلب إلي طلبا : رغب ، وأطلبه : أعطاه ما طلب ; وأطلبه ، ألجأه إلى أن يطلب وهو من الأضداد ، والطلبة بكسر اللام : ما طلبته من شيء ، وفي حديث نقادة الأسدي : قلت : يا رسول الله اطلب إلي طلبة فإني أحب أن أطلبكها ، الطلبة : الحاجة وإطلابها : إنجازها وقضاؤها ، يقال : طلب إلي فأطلبته أي أسعفته بما طلب ، وفي حديث الدعاء : ليس لي مطلب سواك وكلأ مطلب : بعيد المطلب يكلف أن يطلب ، وماء مطلب : كذلك ; وكذلك غير الماء والكلأ أيضا ; قال الشاعر :


                                                          أهاجك برق آخر الليل مطلب



                                                          وقيل : ماء مطلب : بعيد من الكلأ ; قال ذو الرمة :


                                                          أضله راعيا كلبية صدرا     عن مطلب قارب وراده عصب



                                                          ويروى :


                                                          عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب



                                                          يقول : بعد الماء عنهم حتى ألجأهم إلى طلبه ، وقوله : راعيا كلبية يعني إبلا سودا من إبل كلب ، وقد أطلب الكلأ : تباعد ، وطلبه القوم ، وقال ابن الأعرابي : ماء قاصد : كلؤه قريب ، وماء مطلب : كلؤه بعيد ، وقال أبو حنيفة : ماء مطلب إذا بعد كلؤه بقدر ميلين أو ثلاثة فإذا كان مسيرة يوم أو يومين فهو مطلب إبل . غيره : أطلب الماء إذا بعد فلم ينل إلا بطلب ، وبئر طلوب : بعيدة الماء وآبار طلب ; قال أبو وجزة :


                                                          وإذا تكلفت المديح لغيره     عالجتها طلبا هناك نزاحا

                                                          وأطلبه الشيء : أعانه على طلبه ، وقال اللحياني : اطلب لي شيئا : ابغه لي ، وأطلبني : أعني على الطلب ، وقوله في حديث الهجرة : قال سراقة : فالله لكما أن أرد عنكما الطلب ، قال ابن الأثير : هو جمع طالب ، أو مصدر أقيم مقامه ، أو على حذف المضاف ، أي أهل الطلب ، وفي حديث أبي بكر في الهجرة ، قال له : أمشي خلفك ، أخشى الطلب ، ابن الأعرابي : الطلبة : الجماعة من الناس ، والطلبة : السفرة البعيدة ، وطلب إذا اتبع وطلب إذا تباعد ، وإنه لطلب نساء : أي يطلبهن ، والجمع أطلاب ، وطلبة ، وهي طلبه ، وطلبته الأخيرة عن اللحياني : إذا كان يطلبها ويهواها ، ومطلوب اسم موضع ، قال الأعشى :


                                                          يا رخما قاظ على مطلوب



                                                          ويقال : طالب وطلب ، مثل خادم وخدم وطالب ومطلب وطليب وطلبة وطلاب : أسماء

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية