الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 307 ] ويلزم المسلم ضيافة مجتاز به مسلم ، وعنه : وذمي ، نقله الجماعة ، مسافر وظاهر نصوصه : وحاضر ، وفيه وجهان للأصحاب ( م 9 ) في قرية ، وفي مصر روايتان ، منصوصتان ( م 10 ) ليلة ، والأشهر ويوما ، فقط ، نقله [ ص: 308 ] الجماعة ، وقيل : ثلاثة وما فوقها صدقة ، فإن أبى فله محاكمته .

                                                                                                          ونقل الشالنجي إذا بعثوا في السبيل يضيفهم من مروا به ثلاثة أيام ، فإن أبوا أخذوا منهم بمثل ذلك . ويلزم إنزاله في بيته لعدم مسجد وغيره فقط ، وأوجبه في المفردات مطلقا ، كالنفقة .

                                                                                                          والضيافة كفايته وأدم ، وفي الواضح ولفرسه تبن لا شعير ، ويتوجه فيه وجه كأدمه ، وأوجب شيخنا المعروف عادة قال : كزوجة وقريب ورفيق .

                                                                                                          وعن عائشة مرفوعا { من نزل بقوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم } إسناده ضعيف ، رواه الترمذي وابن ماجه ، قال في كشف المشكل في النهي عن صوم الأضحى : الناس فيه تبع لوفد الله عند بيته ، وهم كالضيف ، فلا يحسن صومه عند مضيفه .

                                                                                                          ومن قدم لضيفانه طعاما لم يجز لهم قسمه لأنه أباحه ، ذكره في الانتصار وغيره ، ومن امتنع من الطيبات بلا سبب شرعي فمذموم مبتدع ، وما نقل عن الإمام أحمد أنه امتنع من البطيخ لعدم علمه بكيفية أكل النبي صلى الله عليه وسلم كذب ، ذكره شيخنا .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مسألة 9 ) .

                                                                                                          قوله : " وظاهر نصوصه : وحاضر ، وفيه وجهان ، للأصحاب " ، انتهى .

                                                                                                          ظاهر كلامه في الهداية والمذهب ومسبوك الذهب والمستوعب والخلاصة والمقنع والوجيز وغيرهم أن الحاضر ليس كالمسافر ، وقدمه في المحرر والنظم والرعايتين والحاويين وغيرهم ، وهو الصواب .

                                                                                                          ( والوجه الثاني ) هو كالمسافر ، فيعطى حكمه ، قال المصنف : وهو ظاهر نصوصه .

                                                                                                          ( مسألة 10 ) قوله : " في قرية وفي مصر روايتان منصوصتان " ، انتهى .

                                                                                                          ( إحداهما ) لا يجب عليهم ، وليسوا كأهل القرى ، وهو الصحيح ، وعليه أكثر الأصحاب ، وبه قطع في الوجيز وغيره ، وقدمه في المحرر والنظم والرعايتين والحاويين وغيرهم .

                                                                                                          ( والرواية الثانية ) : هم كأهل القرى في ذلك ، وهو ظاهر ما قدمه في الشرح ، وفيه ضعف .

                                                                                                          ( تنبيه )

                                                                                                          قوله : " وفي الواضح ولفرسه تبن لا شعير ويتوجه وجه كذمة " كذا في النسخ ، وصوابه كأدمه ، يعني أن الشعير للدابة كالأدم للآدمي فهذه عشرة مسائل في هذا الباب .




                                                                                                          الخدمات العلمية