الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طلس

                                                          طلس : الطلس : لغة في الطرس . والطلس : المحو ، وطلس الكتاب طلسا وطلسه فتطلس : كطرسه . ويقال للصحيفة إذا محيت : طلس وطرس ; وأنشد :


                                                          وجون خرق يكتسي الطلوسا



                                                          يقول : كأنما كسي صحفا قد محيت مرة لدروس آثارها . والطلس : كتاب قد محي ولم ينعم محوه فيصير طلسا . ويقال لجلد فخذ البعير : طلس لتساقط شعره ووبره ، وإذا محوت الكتاب لتفسد خطه ، قلت : طلست ، فإذا أنعمت محوه قلت : طرست . وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بطلس الصور التي في الكعبة ، قال شمر : معناه بطمسها ومحوها . ويقال : اطلس الكتاب أي امحه ، وطلست الكتاب أي محوته . وفي الحديث : قول لا إله إلا الله يطلس ما قبله من الذنوب . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : قال له لا تدع تمثالا إلا طلسته أي محوته ، وقيل : الأصل فيه الطلسة وهي الغبرة إلى السواد . والأطلس : الأسود والوسخ . والأطلس : الثوب الخلق ، وكذلك الطلس بالكسر ، والجمع أطلاس . يقال : رجل أطلس الثوب ; قال ذو الرمة :


                                                          مقزع أطلس الأطمار ليس له     إلا الضراء وإلا صيدها نشب



                                                          وذئب أطلس : في لونه غبرة إلى السواد ; وكل ما كان على لونه فهو أطلس ، والأنثى طلساء ، وهو الطلس . ابن شميل : الأطلس ، اللص يشبه بالذئب . والطلس والطلسة : مصدر الأطلس من الذئاب ، وهو الذي تساقط شعره ، وهو أخبث ما يكون . والطلس : الذئب الأمعط والجمع الطلس . التهذيب : والطلس والطمس واحد . وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : أن مولدا أطلس سرق فقطع يده . قال شمر : الأطلس الأسود كالحبشي ونحوه ; قال لبيد :


                                                          فأطارني منه بطرس ناطق     وبكل أطلس جوبه في المنكب

                                                          وأطلس : عبد حبشي أسود ; وقيل : أطلس اللص شبه بالذئب الذي تساقط شعره . والطلس والأطلس من الرجال : الدنس الثياب شبه بالذئب في غبرة ثيابه ، قال الراعي :


                                                          صادفت أطلس مشاء بأكلبه     إثر الأوابد لا ينمي له سبد

                                                          ورجل أطلس الثياب : وسخها . وفي الحديث : تأتي رجالا طلسا ; أي مغبرة الألوان ، جمع أطلس . وفلان عليه ثوب أطلس ; إذا رمي بقبيح ، وأنشد أبو عبيد :


                                                          ولست بأطلس الثوبين يصبي     حليلته ، إذا هدأ النيام



                                                          لم يرد بحليلته امرأته ولكن أراد جارته التي تحاله في حلته . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أن عاملا له وفد عليه أشعث مغبرا عليه أطلاس ، يعني ثيابا وسخة . يقال : رجل أطلس الثوب بين الطلسة ، ويقال للثوب الأسود الوسخ : أطلس ، وقال في قول ذي الرمة :


                                                          بطلساء لم تكمل ذراعا ولا شبرا



                                                          يعني خرقة وسخة ضمنها النار حين اقتدح . والطيلس والطيلسان : ضرب من الأكسية ، قال ابن جني : جاء مع الألف والنون فيعل في الصحيح ، على أن الأصمعي قد أنكر كسرة اللام ، وجمع الطيلس والطيلسان والطيلسان ، طيالس ، وطيالسة ، دخلت فيه الهاء في الجمع للعجمة ؛ لأنه فارسي معرب ، والطالسان لغة فيه ، قال : ولا أعرف للطالسان جمعا ، وقد تطليست بالطيلسان وتطيلست . التهذيب : الطيلسان تفتح اللام فيه وتكسر ، قال الأزهري : ولم أسمع فيعلان بكسر العين ; إنما يكون مضموما ، كالخيزران ، والحيسمان ، ولكن لما صارت الضمة والكسرة أختين واشتركتا في مواضع كثيرة ; دخلت الكسرة موضع الضمة ، وحكي عن الأصمعي أنه قال : الطيلسان ليس بعربي ، قال : وأصله فارسي ، إنما هو تالشان ، فأعرب . قال الأزهري : لم أسمع الطيلسان بكسر اللام لغير الليث . وروى أبو عبيد عن الأصمعي ، أنه قال : السدوس الطيلسان ، هكذا رواه الجوهري ، والعامة تقول الطيلسان ، ولو رخمت هذا في موضع النداء لم يجز ; لأنه ليس في كلامهم فيعل بكسر العين إلا معتلا ، نحو سيد ، وميت ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية