الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين

                                                                                                                                                                                                                                      ومريم ابنت عمران عطف على امرأة فرعون تسلية للأرامل أي: وضرب الله مثلا للذين آمنوا حالها وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين مع كون قومها كفارا. التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه وقرئ "فيها" أي: مريم. من روحنا من روح خلقناه بلا توسط أصلا. وصدقت بكلمات ربها بصحفه المنزلة أو بما أوحى إلى أنبيائه . وكتبه بجميع كتبه المنزلة وقرئ "بكلمة الله" وكتابه أي: بعيسى وبالكتاب المنزل عليه وهو الإنجيل. وكانت من القانتين أي: من عداد المواظبين على الطاعة والتذكير للتغليب والإشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعات الرجال حتى عدت من جملتهم أو من نسلهم لأنها من أعقاب هارون أخي موسى عليهما السلام. عن النبي صلى الله عليه وسلم "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلوات الله عليه، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

                                                                                                                                                                                                                                      وعن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحا".

                                                                                                                                                                                                                                      تم الجزء الثامن ويليه الجزء التاسع وأوله سورة

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية