الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنـزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منـزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين

                                                                                                                                                                                                أفغير الله أبتغي حكما : على إرادة القول ، أي : قل يا محمد : أفغير الله أطلب حاكما يحكم بيني وبينكم ، ويفصل المحق منا من المبطل وهو الذي أنـزل إليكم الكتاب : المعجز ، "مفصلا" : مبينا فيه الفصل بين الحق والباطل ، والشهادة لي بالصدق ، وعليكم بالافتراء ، ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه ما عندهم وموافقته له فلا تكونن من الممترين : من باب التهييج والإلهاب ; كقوله تعالى : ولا تكونن من المشركين [ يونس : 105] ، أو فلا تكونن من الممترين : في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ، ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به ، ويجوز أن [ ص: 390 ] يكون : فلا تكونن : خطابا لكل أحد ، على معنى أنه إذا تعاضدت الأدلة على صحته وصدقه ، فما ينبغي أن يمتري فيه أحد .

                                                                                                                                                                                                وقيل : الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطابا لأمته .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية