الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طمر

                                                          طمر : طمر البئر طمرا : دفنها . وطمر نفسه وطمر الشيء : خبأه حيث لا يدرى . وأطمر الفرس غرموله في الحجر : أوعبه . قال الأزهري : سمعت عقيليا يقول : لفحل ضرب ناقة : قد طمرها وإنه لكثير الطمور ، وكذلك الرجل إذا وصف بكثرة الجماع ، يقال : إنه لكثير الطمور . والمطمورة : حفيرة تحت الأرض ، أو مكان تحت الأرض ، قد هيئ خفيا يطمر فيها الطعام والمال ، أي يخبأ ، وقد طمرتها ; أي ملأتها . غيره : والمطامير ، حفر تحفر في الأرض توسع أسافلها تخبأ فيها الحبوب . وطمر يطمر طمرا ، وطمورا وطمرانا : وثب ، قال بعضهم : هو الوثوب إلى أسفل ، وقيل : الطمور شبه الوثوب في السماء ، قال أبو كبير يمدح تأبط شرا :


                                                          وإذا قذفت له الحصاة رأيته ينزو لوقعتها ، طمور الأخيل



                                                          وطمر في الأرض طمورا : ذهب . وطمر إذا تغيب واستخفى ; وطمر الفرس والأخيل يطمر في طيرانه . وقالوا : هو طامر بن طامر للبعيد ، وقيل : هو الذي لا يعرف ، ولا يعرف أبوه ، ولم يدر من هو . ويقال للبرغوث : طامر بن طامر ، معرفة عند أبي الحسن الأخفش . الطامر : البرغوث والطوامر : البراغيث . وطمر إذا علا ، وطمر إذا سفل . والمطمور : العالي . والمطمور : الأسفل . وطمار وطمار : اسم للمكان المرتفع ، ويقال انصب عليهم فلان من طمار ، مثال قطام ، وهو المكان العالي ، قال سليم بن سلام الحنفي :


                                                          فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري     إلى هانئ في السوق وابن عقيل
                                                          إلى بطل قد عقر السيف وجهه     وآخر ، يهوي من طمار ، قتيل



                                                          قال : وينشد من طمار ومن طمار ، بفتح الراء وكسرها ، مجرى وغير مجرى . ويروى . قد كدح السيف وجهه . وكان عبيد الله بن زياد قد قتل مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهانئ بن عروة المرادي ، ورمى به من أعلى القصر فوقع في السوق ; وكان مسلم بن عقيل قد نزل عند هانئ بن عروة ، وأخفى أمره عن عبيد الله بن زياد ، ثم وقف عبيد الله على ما أخفاه هانئ ; فأرسل إلى هانئ ; فأحضروه وأرسل إلى داره من يأتيه بمسلم بن عقيل ; فلما أتوه قاتلهم حتى قتل ; ثم قتل عبيد الله هانئا لإجارته له . وفي حديث مطرف : من نام تحت صدف مائل وهو ينوي التوكل فليرم نفسه من طمار ، هو الموضع العالي ; وقيل : هو اسم جبل ، أي لا ينبغي أن يعرض نفسه للمهالك ، ويقول قد توكلت . والطمر والطمور : الأصل . يقال : لأردنه إلى طمره أي إلى أصله . وجاء فلان على مطمار أبيه ، أي جاء يشبهه في خلقه وخلقه قال أبو وجزة يمدح رجلا :


                                                          يسعى مساعي آباء سلفت     من آل قير على مطمارهم طمروا



                                                          وقال نافع بن أبي نعيم : كنت أقول لابن دأب إذا حدث : أقم المطمر أي قوم الحديث ونقح ألفاظه واصدق فيه ; وهو بكسر الميم الأولى ، وفتح الثانية ، الخيط الذي يقوم عليه البناء . وقال اللحياني : وقع فلان في بنات طمار مبنية ; أي في داهية ، وقيل : إذا وقع في بلية وشدة . وفي حديث الحساب يوم القيامة : فيقول العبد عندي العظائم المطمرات ، أي المخبآت من الذنوب . والأمور المطمرات ، بالكسر : المهلكات ، وهو من طمرت الشيء ; إذا أخفيته ; ومنه المطمورة الحبس . وطمرت يده : ورمت . والطمر ; بتشديد الراء ، والطمرير ، والطمرور : الفرس الجواد ، وقيل : المشمر الخلق ، وقيل : هو المستفز للوثب والعدو ، وقيل : هو الطويل القوائم الخفيف ، وقيل : المستعد للعدو ، والأنثى طمرة ، وقد يستعار للأتان ، قال :


                                                          كأن الطمرة ذات الطما     ح منها ، لضبرته ، في عقال



                                                          يقول : كأن الأتان الطمرة الشديدة العدو إذا ضبر هذا الفرس ورآها معقولة حتى يدركها . قال السيرافي : الطمر مشتق من الطمور ، وهو الوثب ، وإنما يعني بذلك سرعته . والطمرة من الخيل : المشرفة ، وقول كعب بن زهير :


                                                          سمحج سمحة القوائم حقباء     من الجون ، طمرت تطميرا



                                                          قال : أي وثق خلقها وأدمج كأنها طويت طي الطوامير . والطمرور : الذي لا يملك شيئا ، لغة في الطملول . والطمر : الثوب الخلق ، وخص ابن الأعرابي به الكساء البالي من غير الصوف ، والجمع أطمار ، قال سيبويه : لم يجاوزوا به هذا البناء ; وأنشد ثعلب :


                                                          تحسب أطماري علي جلبا



                                                          والطمرور : كالطمر . وفي الحديث : رب ذي طمرين لا يؤبه له ، ولو أقسم على الله لأبره ، يقول : رب ذي خلقين أطاع الله حتى لو سأل الله تعالى أجابه . والمطمر : الزيج الذي يكون مع البنائين . والمطمر والمطمار : الخيط الذي يقدر به البناء البناء ، يقال له : الترقال [ ص: 145 ] بالفارسية . والطومار : واحد المطامير . ابن سيده : الطامور والطومار الصحيفة ، قيل : هو دخيل ، قال : وأراه عربيا محضا ، لأن سيبويه قد اعتد به في الأبنية ، فقال : هو ملحق بفسطاط ، وإن كانت الواو بعد الضمة ; فإنما كان ذلك لأن موضع المد إنما هو قبيل الطرف مجاورا له ، كألف عماد وياء عميد وواو عمود ، فأما واو طومار فليست للمد لأنها لم تجاور الطرف ، فلما تقدمت الواو فيه ولم تجاور طرفه قال : إنه ملحق ، فلو بنيت على هذا من سألت مثل طومار وديماس لقلت سوآل وسيآل ، فإن خففت الهمزة ألقيت حركتها على الحرف الذي قبلها ، ولم تخش ذلك فقلت سوال وسيال ، ولم تجرهما مجرى واو مقروءة وياء خطيئة في إبدالك الهمزة بعدهما إلى لفظهما وإدغامك إياهما فيهما ، في نحو مقروة وخطية ، فلذلك لم يقل سوال ولا سيال ; أعني لتقدمها وبعدها على الطرف ومشابهة حرف المد . والطمرور : الشقراق . ومطامير : فرس القعقاع بن شور .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية