الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طمم

                                                          طمم : طم الماء يطم طما وطموما : علا وغمر . وكل ما كثر وعلا حتى غلب فقد طم يطم . وطم الشيء يطمه طما : غمره . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : لا تطم امرأة أو صبي تسمع كلامكم أي لا تراع ولا تغلب بكلمة تسمعها من الرفث ، وأصله من طم الشيء إذا عظم . وطم الماء إذا كثر ، وهو طام . والطامة : الداهية تغلب ما سواها . وطم الإناء طما : ملأه حتى علا الكيل أصباره . وجاء السيل فطم ركية آل فلان إذا دفنها وسواها ، وأنشد ابن بري للراجز :


                                                          فصبحت والطير لم تكلم خابية طمت بسيل مفعم



                                                          ويقال للشيء الذي يكثر حتى يعلو : قد طم وهو يطم طما . وجاء السيل فطم كل شيء أي علاه ومن ثم قيل : فوق كل شيء طامة ومنه سميت القيامة طامة . وقال الفراء في قوله عز وجل : فإذا جاءت الطامة قال : هي القيامة تطم على كل شيء ، ويقال تطم وقال الزجاج : الطامة هي الصيحة التي تطم على كل شيء . وفي حديث أبي بكر والنسابة : ما من طامة إلا وفوقها طامة ، أي ما من أمر عظيم إلا وفوقه ما هو أعظم منه ، وما من داهية إلا فوقها داهية . وجاء بالطم والرم : الطم الماء وقيل : ما على وجهه من الغثاء ونحوه ، وقيل : الطم والرم ورق الشجر ، وما تحات منه ، وقيل : هو الثرى ، وقيل : بالطم والرم ، أي الرطب واليابس . والطم : طم البئر بالتراب ، وهو الكبس . وطم الشيء بالتراب طما : كبسه . وطم البئر يطمها وتطمها ، عن ابن الأعرابي : يعني كبسها . وطم رأسه يطمه طما : جزه أو غض منه . الجوهري : طم شعره ; أي جزه ، وطم شعره أيضا طموما ، إذا عقصه فهو شعر مطموم . وأطم شعره أي حان له أن يطم ، أي يجز ، واستطم مثله . وفي حديث حذيفة : خرج وقد طم شعره أي جزه واستأصله . وفي حديث سلمان : أنه رؤي مطموم الرأس . وفي الحديث الآخر : وعنده رجل مطموم الشعر . قال أبو نصر : يقال للطائر : إذ وقع على غصن قد طمم تطميما ، وقيل : الطم البحر ، والرم الثرى . والطم بالفتح : هو البحر ، فكسرت الطاء ، ليزدوج مع الرم . ويقال جاء بالطم والرم أي بالمال الكثير ، وإنما كسروا الطم إتباعا [ ص: 147 ] للرم ، فإذا أفردوا الطم فتحوه . الأصمعي : جاءهم الطم والرم ، إذا أتاهم الأمر الكثير ، قال : ولم نعرف أصلهما ، قال : وكذلك جاء بالضح والريح مثله . وروى ابن الكلبي عن أبيه ، قال : إنما سمي البحر الطم ; لأنه طم على ما فيه ، والرم ما على ظهر الأرض من فتاتها ، أرادوا الكثرة من كل شيء . وقال أبو طالب : جاء بالطم والرم معناه جاء بالكثير والقليل . والطم : الماء الكثير والرم : ما كان باليا مثل العظم وما يتقمم . وقال ابن الكلبي : سميت الأرض رما ؛ لأنها ترم . والطمة : الشيء من الكلإ وأكثر ما يوصف به اليبيس . والطم : الكبس . وطمة الناس : جماعتهم ووسطهم . ويقال : لقيته في طمة القوم أي في مجتمعهم . والطمة : الضلال والحيرة . والطمة : القذر . وطم الفرس والإنسان يطم ويطم طميما : خف وأسرع ، وقيل : ذهب على وجه الأرض ، وقيل : ذهب أيا كان . الأصمعي : طم البعير يطم طموما ; إذا مر يعدو عدوا سهلا ، وقال عمر بن لجإ :


                                                          حوزها ، من برق الغميم     أهدأ يمشي مشية الظليم
                                                          بالحوز والرفق وبالطميم



                                                          قال : حوز إبله وجهها نحو الماء في أول ليلة . والرجل يطم ويطم في سيره طميما : وهو مضاؤه وخفته ، ويطم رأسه طما . والطميم : الفرس المسرع . ومر يطم ، بالكسر ، طميما أي يعدو عدوا سهلا . وفرس طموم : سريعة . ويقال للفرس الجواد طم ; قال أبو النجم يصف فرسا :


                                                          ألصق من ريش على غرائه     والطم كالسامي إلى ارتقائه
                                                          يقرعه بالزجر أو إشلائه



                                                          قالوا : يجوز أن يكون سماه طما لطميم عدوه ، ويجوز أن يكون شبهه بالبحر كما يقال للفرس : بحر وغرب وسكب . والطم : العدد الكثير . وطميم الناس : أخلاطهم وكثرتهم . وطمم صلب : كذا جاء في شعر عدي بن زيد بفك التضعيف ; قال ابن سيده : لا أدري أللشعر أم هو من باب لححت عينه وألل السقاء ; قال :


                                                          تعدو على الجهد مغلولا مناسمها     بعد الكلال ، كعدو القارح الطمم

                                                          والطمطمة : العجمة . والطمطم والطمطمي والطماطم والطمطماني : هو الأعجم الذي لا يفصح . ورجل طمطم ، بالكسر ، أي في لسانه عجمة لا يفصح ; ومنه قول الشاعر :


                                                          حزق يمانية لأعجم طمطم



                                                          وفي لسانه طمطمانية ، والأنثى طمطمية وطمطمانية ، وهي الطمطمة أيضا . وفي صفة قريش : ليس لهم طمطمانية حمير ، شبه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم . يقال : أعجم طمطمي ، وقد طمطم في كلامه . والطمطم : ضرب من الضأن لها آذان صغار وأغباب كأغباب البقر تكون بناحية اليمن . والطمطام : النار الكبيرة . ابن الأعرابي : طمطم إذا سبح في الطمطام ، وهو وسط البحر . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له : هل نفع أبا طالب قرابته منك ؟ قال : بلى وإنه لفي ضحضاح من نار ، ولولاي لكان في الطمطام أي في وسط النار . وطمطام البحر : وسطه ، استعاره هاهنا لمعظم النار حيث استعار ليسيرها الضحضاح ، وهو الماء القليل الذي يبلغ الكعبين . أبو زيد : يقال : إذا نصحت الرجل فأبى إلا استبدادا برأيه : دعه يترمع في طمته ويبدع في خرئه . والتهذيب في الرباعي : أبو تراب الطماطم العجم ، وأنشد للأفوه الأودي :


                                                          كالأسود الحبشي الحمش يتبعه     سود طماطم ، في آذانها النطف



                                                          قال الفراء : سمعت المفضل يقول : سألت رجلا من أعلم الناس عن قول عنترة :


                                                          تأوي له قلص النعام ، كما أوت     حزق يمانية لأعجم طمطم

                                                          فقال : يكون باليمن من السحاب ما لا يكون لغيره من البلدان في السماء ، قال : وربما نشأت سحابة في وسط السماء فيسمع صوت الرعد فيها كأنه من جميع السماء فيجتمع إليه السحاب من كل جانب ، فالحزق اليمانية تلك السحائب . والأعجم الطمطم : صوت الرعد ، وقال أبو عمرو في قول ابن مقبل يصف ناقة :


                                                          باتت على ثفن لأم مراكزه     جافى به مستعدات أطاميم



                                                          ثفن لأم : مستويات ، مراكزه : مفاصله ، وأراد بالمستعدات القوائم ، وقال : أطاميم نشيطة لا واحد لها ، وقال غيره : أطاميم تطم في السير أي تسرع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية