الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2473 49- المعتكف يعود المريض

                                                              269 \ 2363 - وعنها أنها قالت السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع

                                                              قال أبو داود: غير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول فيه قالت السنة

                                                              وأخرجه النسائي من حديث يونس بن يزيد، وليس فيه "قالت: السنة". وأخرجه من حديث مالك، وليس فيه ذلك.

                                                              وعبد الرحمن هذا هو القرشي المديني، يقال له: عباد. قد أخرج له مسلم في "صحيحه"، ووثقه يحيى بن معين، وأثنى عليه غيره، وتكلم فيه بعضهم.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: وقال الدارقطني: يقال: إن قوله "والسنة على المعتكف إلى آخره، من كلام الزهري، ومن أدرجه في الحديث فقد [ ص: 188 ] وهم. وقال البيهقي: وقد ذهب كثير من الحفاظ إلى أن هذا الكلام من قول من دون عائشة، ومن أدرجه في الحديث فقد وهم فيه.

                                                              قلت: عبد الرحمن هذا قال فيه أبو حاتم: لا يحتج به. وقال البخاري: ليس ممن يعتمد على حفظه. وقال الدارقطني: ضعيف يرمى بالقدر.

                                                              وأيضا فإن الحديث مختصر، وسياقه يدل على أنه ليس مجزوما برفعه.

                                                              وقال الليث: حدثني عقيل عن الزهري [عن عروة] عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده، والسنة في المعتكف ألا يخرج إلا لحاجته التي لا بد منها، ولا يعود مريضا، ولا يمس امرأته ولا يباشرها، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم.

                                                              [ ص: 189 ] قال الدارقطني: قوله " والسنة في المعتكف " إلى آخره، ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول الزهري، ومن أدرجه في الحديث فقد وهم،

                                                              ولهذا - والله أعلم - ذكر صاحب الصحيح أوله، وأعرض عن هذه الزيادة،

                                                              وقد رواه سويد بن عبد العزيز بن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة ترفعه: " لا اعتكاف إلا بصيام "

                                                              وسويد قال فيه أحمد: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء.

                                                              وقال النسائي وغيره: ضعيف وسفيان بن حسين في الزهري ضعيف.




                                                              الخدمات العلمية