الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما

                                                                                                                                                                                                                                        ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء لأن العدل أن لا يقع ميل ألبتة وهو متعذر فلذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: «هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك» .

                                                                                                                                                                                                                                        ولو حرصتم أي على تحري ذلك وبالغتم فيه. فلا تميلوا كل الميل بترك المستطاع والجور على المرغوب عنها، فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله. فتذروها كالمعلقة التي ليست ذات بعل ولا مطلقة.

                                                                                                                                                                                                                                        وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل» .

                                                                                                                                                                                                                                        وإن تصلحوا ما كنتم تفسدون من أمورهن. وتتقوا فيم يستقبل من الزمان. فإن الله كان غفورا رحيما يغفر لكم ما مضى من ميلكم.

                                                                                                                                                                                                                                        وإن يتفرقا وقرئ «وإن يتفارقا» أي: وإن يفارق كل منهما صاحبه. يغن الله كلا منهما عن الآخر ببدل أو سلوة. من سعته غناه وقدرته. وكان الله واسعا حكيما مقتدرا متقنا في أفعاله وأحكامه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية