الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ حيلة في التخلص من المطالبة بدين كان أداه ]

المثال الرابع والأربعون : إذا كان له عليه حق وقد أبرأه منه ولا بينة له بالإبراء ثم عاد فادعاه ; فإن قال : " قد أبرأني منه " لم يكن مقرا به كما لو قال : " كان له علي وقضيته " وعلى القول الآخر يكون مقرا به مدعيا للإبراء ; فيكلف البينة ; فالحيلة على التخلص أن يقول : قد أبرأتني من هذه الدعوى ; فإذا قال ذلك لم يكن مقرا بالمدعى به ; فإذا سأل إحلاف خصمه أنه لم يبرئه من الدعوى ملك ذلك ; فإن لم يحلف صرفهما الحاكم ، وإن حلف طولب بالجواب ، ولا يسمع منه بعد ذلك أنه أبرأه من الدعوى فإن قال : " أبرأتني من الحق " ففيه الخلاف المذكور ، وإن قال : " لا شيء عندي " اكتفى منه بهذا الجواب عند [ ص: 288 ] الجمهور ; فإن طالبه الحاكم بالجواب على وفق الدعوى فالحيلة أن يجيب ويوري كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية