الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قول داود : من أجل هذا بارك الله عليك إلى الأبد فتقلد أيها الجبار السيف ، لأن البهاء لوجهك ، والحمد الغالب عليك ، اركب كلمة الحق ، وسمت التأله ، فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك ، وسهامك مسنونة ، والأمم يخرون تحتك .

وليس متقلدا بسيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي خرت الأمم تحته ، وقرنت شرائعه بالهيبة ، إما القبول ، وإما الجزية ، وإما السيف . وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر .

وقد أخبر داود أن له ناموسا وشرائع ، وخاطبه بلفظ الجبار ، إشارة إلى قوته وقهره [ ص: 354 ] لأعداء الله تعالى ، بخلاف المستضعف المقهور ، وهو صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، وأمته أشداء على الكفار رحماء بينهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، بخلاف الأذلاء المقهورين المتكبرين الذين يذلون لأعداء الله ويتكبرون على قدوم الحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية