الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط مواظبين على العدل مجتهدين في إقامته. شهداء لله بالحق تقيمون شهاداتكم لوجه الله سبحانه وتعالى، وهو خبر ثان أو حال. ولو على أنفسكم ولو كانت الشهادة على أنفسكم بأن تقروا عليها، لأن الشهادة بيان للحق سواء كان عليه أو على غيره. أو الوالدين والأقربين ولو على والديكم وأقاربكم. إن يكن أي المشهود عليه أو كل واحد منه ومن المشهود له.

                                                                                                                                                                                                                                        غنيا أو فقيرا فلا تمتنعوا عن إقامة الشهادة، أو لا تجوروا فيها ميلا أو ترحما. فالله أولى بهما بالغني والفقير وبالنظر لهما فلو لم تكن الشهادة عليهما أو لهما صلاحا لما شرعها، وهو علة الجواب أقيمت مقامه والضمير في بهما راجع لما دل عليه المذكور، وهو جنسا الغني والفقير لا إليه وإلا لوحد، ويشهد عليه أنه قرئ «فالله أولى بهم» . فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا لأن تعدلوا عن الحق أو كراهة أن تعدلوا من العدل.

                                                                                                                                                                                                                                        وإن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق، أو حكومة العدل. قرأه نافع وابن كثير وأبو بكر وأبو عمرو وعاصم والكسائي بإسكان اللام وبعدها واوان الأولى مضمومة، والثانية ساكنة. وقرأ حمزة وابن عامر وإن تلوا بمعنى وإن وليتم إقامة الشهادة فأديتموها. أو تعرضوا عن أدائها. فإن الله كان بما تعملون خبيرا فيجازيكم عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية