الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين كفروا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق ثوير، عن ابن عمر في قوله : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال : إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني في "الأوسط"، وابن مردويه بسند ضعيف، من طريق نافع عن ابن عمر قال : قرئ عند عمر : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 493 ] فقال معاذ : عندي تفسيرها؛ تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم في "الحلية"، عن ابن عمر قال : تلا رجل عند عمر : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فقال كعب : عندي تفسير هذه الآية، قرأتها قبل الإسلام، فقال : هاتها يا كعب؛ فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك . قال : إني قرأتها قبل الإسلام : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة . فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في الآية قال : بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة، كلما أنضجتهم وأكلت لحومهم، قيل لهم : عودوا . فعادوا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 494 ] وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم، حتى تفضي النار إلى العظام، ويبدلون جلودا غيرها يذيقهم الله شديد العذاب، فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي، أنه بلغه في قول الله : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال : يجعل للكافر مائة جلد، بين كل جلدين لون من العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس في الآية قال : سمعنا أنه مكتوب في الكتاب الأول : أن جلد أحدهم أربعون ذراعا، وسنه سبعون ذراعا، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في "صفة النار" عن حذيفة بن اليمان قال : أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «يا حذيفة، إن في جهنم لسباعا من نار، وكلابا من نار، وكلاليب من نار، وسيوفا من نار، وأنه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك [ ص: 495 ] الكلاليب بأحناكهم، ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا، ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب، كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال : قال ابن مسعود لأبي هريرة : أتدري كم غلظ جلد الكافر؟ قال : لا، قال : غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال : غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن أهل النار يعظمون في النار، حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا، وإن ضرس أحدهم لمثل أحد» .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وندخلهم ظلا ظليلا .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله : وندخلهم ظلا ظليلا قال : هو ظل العرش الذي لا يزول .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية