الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ظبظب

                                                          ظبظب : التهذيب : أما ظب فإنه لم يستعمل إلا مكررا . والظبظاب : كلام الموعد بشر ; قال الشاعر :

                                                          مواغد جاء له ظبظاب

                                                          [ ص: 180 ] قال : والمواغد ، بالغين : المبادر المتهدد . أبو عمرو : ظبظب إذا صاح . وله ظبظاب أي جلبة ; وأنشد :


                                                          جاءت ، مع الصبح ، لها ظباظب فغشي الذادة منها عاكب



                                                          ابن سيده : يقال : ما به ظبظاب أي ما به قلبة . وقيل : ما به شيء من الوجع ; قال رؤبة :


                                                          كأن بي سلا ، وما بي ظبظاب



                                                          قال ابن بري : صواب إنشاده " وما من ظبظاب " ، وبعده :


                                                          بي ، والبلى أنكر تيك الأوصاب



                                                          قال ابن بري : وفي هذا البيت شاهد على صحة السل ، لأن الحريري ذكر في كتابه درة الغواص ، أنه من غلط العامة ، وصوابه عنده السلال . ولم يصب في إنكاره السل ، لكثرة ما جاء في أشعار الفصحاء ; وقد ذكره سيبويه في كتابه أيضا . والأوصاب : الأسقام ، الواحد وصب . والأصل في الظبظاب بثر يخرج بين أشفار العين ، وهو القمع ، يداوى بالزعفران . وقيل ما به ظبظاب أي ما به عيب ; قال :


                                                          بنيتي ليس بها ظبظاب



                                                          والظبظاب : البثرة في جفن العين ، تدعى الجدجد ; وقيل : هو بثر يخرج بالعين . ابن الأعرابي : الظبظاب البثرة التي تخرج في وجوه الملاح . والظبظاب : داء يصيب الإبل . ابن سيده : الظبظاب أصوات أجواف الإبل من شدة العطش ، حكاها ابن الأعرابي . والظبظاب : الصياح والجلبة . وظباظب الغنم : لبالبها ، وهي أصواتها وجلبتها ، وقوله : " جاءت مع الشرب لها ظباظب " يجوز أن يعني به أصوات أجواف الإبل من العطش ، ويجوز أن يعني بها أصوات مشيها ، وقوله أيضا : " مواغد جاء له ظباظب " فسره ثعلب بالجلبة ، وبأن ظباظب جمع ظبظبة ; قال ابن سيده : وقد يجوز أن يكون جمع ظبظاب ، على حذف الياء للضرورة ; كقوله :


                                                          والبكرات الفسج العطامسا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية