وقوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا مراتب على الإرسال فالعصيان ( ويوما ) مفعول به لتتقون ما بتقدير مضاف أي عذاب أو هول يوم أو بدونه ( إلا ) أن المعنى عليه وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يجعل لليوم والجملة صفته والإسناد مجازي وقال بعض الضمير لله تعالى والإسناد حقيقي والجملة صفة محذوفة الرابط أي يجعل فيه كما في قوله
[ ص: 109 ] تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48واتقوا يوما لا تجزي نفس [البقرة: 48] وكان ظاهر الترتيب أن يقدم على قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كما أرسلنا إلا أنه أخر إلى هنا زيادة على زيادة في التهويل فكأنه قيل هبوا أنكم لا تؤخذون في الدنيا أخذة
فرعون وأضرابه فكيف تقون أنفسكم هول القيامة وما أعد لكم من الأنكال إن دمتم على ما أنتم عليه ومتم في الكفر وفي قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17إن كفرتم وتقديره تقدير مشكوك في وجوده ما ينبه على أنه لا ينبغي أن يبقى مع إرسال هذا الرسول لأحد شبهة تبقيه في الكفر فهو النور المبين .
وجوز أن يكون يوما ظرفا لتتقون على معنى فكيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا والكلام حينئذ للحث على الإقلاع من الكفر والتحذير عن مثل عاقبة آل
فرعون قبل أن لا ينفع الندم وجوز أيضا أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم والمعنى فكيف يرجى إقلاعكم عن الكفر واتقاء الله تعالى وخشيته وأنتم جاحدون يوم الجزاء كأنه لما قيل يوم ترجف عقب بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17فكيف تتقون الله إن كفرتم به فأعيد ذكر اليوم بصفة أخرى زيادة في التهويل والوجه الأول أولى قاله في الكشف وقال العلامة
الطيبي في الوجه الأخير أعني انتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يوما بكفرتم أنه أوفق للتأليف يعني خوفناكم بالأنكال والجحيم وأرسلنا إليكم رسولا شاهدا يوم القيامة بكفركم وتكذيبكم وأنذرناكم بما فعلنا
بفرعون من العذاب الوبيل والأخذ الثقيل فما نجع فيكم ذلك كله ولا اتقيتم الله تعالى فكيف تتقونه وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء وفيه أن ملاك التقوى والخشية الإيمان بيوم القيامة انتهى .
ولا يخفى أن جزالة المعنى ترجح الأول وذهب جمع إلى أن الخطاب في
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15إنا أرسلنا إليكم عام للأسود والأحمر فالظاهر أنه ليس من الالتفات في شيء وأيا ما كان فجعل الولدان شيبا أي شيوخا جمع أشيب قيل حقيقة فتشيب الصبيان وتبيض شعورهم من شدة يوم القيامة وذلك على ما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود حين يقول الله تعالى لآدم عليه السلام قم فأخرج من ذريتك بعث النار فيقول يا رب لا علم لي ( إلا ) ما علمتني فيقول الله عز وجل أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فيخرجون ويساقون إلى النار سوقا مقرنين زرقا كالحين قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحن ذلك وقيل مثل في شدة الهول من غير أن يكون هناك شيب بالفعل فإنهم يقولون في اليوم الشديد يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل في ذلك أن الهموم إذا تفاقمت على المرء أضعفت قواه وأسرعت فيه الشيب ومن هنا قيل الشيب نوار الهموم وحديث البعث لا يأبى هذا وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون ذلك وصفا لليوم بالطول وأن الأطفال يبلغون فيه أو أن الشيخوخة والشيب وليس المراد به التقدير الحقيقي بل وصف بالطول فقط على ما تعارفوه وإلا فهو أطول من ذاك وأطول فلا اعتراض لكنه مع هذا ليس بذلك والظاهر عموم الولدان وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي هم هنا أولاد الزنا وقيل هم أولاد المشركين وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي «يوم» بغير تنوين «نجعل» بالنون فالظرف مضاف إلى جملة نجعل إلخ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا مَرَاتِبٌ عَلَى الْإِرْسَالِ فَالْعِصْيَانُ ( ويَوْماً ) مَفْعُولٌ بِهِ لِتَتَّقُونَ مَا بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ عَذَابَ أَوْ هَوْلَ يَوْمٍ أَوْ بِدُونَهُ ( إِلَّا ) أَنَّ الْمَعْنَى عَلَيْهِ وَضَمِيرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يَجْعَلُ لِلْيَوْمِ وَالْجُمْلَةَ صِفَتُهُ وَالْإِسْنَادَ مَجَازِيٌّ وَقَالَ بَعْضٌ الضَّمِيرُ لِلَّهِ تَعَالَى وَالْإِسْنَادُ حَقِيقِيٌّ وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ مَحْذُوفَةُ الرَّابِطِ أَيْ يَجْعَلُ فِيهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ
[ ص: 109 ] تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ [اَلْبَقَرَةِ: 48] وَكَانَ ظَاهِرُ التَّرْتِيبِ أَنْ يُقَدِّمَ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَّا أَنَّهُ أُخِّرَ إِلَى هُنَا زِيَادَةً عَلَى زِيَادَةٍ فِي التَّهْوِيلِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ هَبُوا أَنَّكُمْ لَا تُؤْخَذُونَ فِي الدُّنْيَا أَخْذَةَ
فِرْعَوْنَ وَأَضْرَابِهِ فَكَيْفَ تَقُونَ أَنْفُسَكُمْ هَوْلَ الْقِيَامَةِ وَمَا أَعَدَّ لَكُمْ مِنَ الْأَنْكَالِ إِنْ دُمْتُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَمُتُّمْ فِي الْكُفْرِ وَفِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17إِنْ كَفَرْتُمْ وَتَقْدِيرُهُ تَقْدِيرُ مَشْكُوكٍ فِي وُجُودِهِ مَا يُنَبِّهُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنَّ يَبْقَى مَعَ إِرْسَالِ هَذَا الرَّسُولِ لِأَحَدٍ شُبْهَةٌ تُبْقِيهِ فِي الْكُفْرِ فَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ .
وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ يَوْمًا ظَرْفًا لِتَتَّقُونِ عَلَى مَعْنَى فَكَيْفَ لَكُمْ بِالتَّقْوَى فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنْ كَفَرْتُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْكَلَامُ حِينَئِذٍ لِلْحَثِّ عَلَى الْإِقْلَاعِ مِنَ الْكُفْرِ وَالتَّحْذِيرِ عَنْ مِثْلِ عَاقِبَةِ آلِ
فِرْعَوْنَ قَبْلَ أَنْ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ وَجَوَّزَ أَيْضًا أَنْ يَنْتَصِبَ بِكَفَرْتُمْ عَلَى تَأْوِيلِ جَحَدْتُمْ وَالْمَعْنَى فَكَيْفَ يُرْجَى إِقْلَاعُكُمْ عَنِ الْكُفْرِ وَاتِّقَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَخَشِيَتُهُ وَأَنْتُمْ جَاحِدُونَ يَوْمَ الْجَزَاءِ كَأَنَّهُ لَمَّا قِيلَ يَوْمَ تَرْجُفُ عَقَّبَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17فَكَيْفَ تَتَّقُونَ اللَّهَ إِنْ كَفَرْتُمْ بِهِ فَأُعِيدَ ذِكْرُ الْيَوْمِ بِصِفَةٍ أُخْرَى زِيَادَةً فِي التَّهْوِيلِ وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ أَوْلَى قَالَهُ فِي الْكَشْفِ وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
الطِّيبِيُّ فِي الْوَجْهِ الْأَخِيرِ أَعْنِي انْتِصَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يَوْمًا بِكَفَرْتُمْ أَنَّهُ أَوْفَقُ لِلتَّأْلِيفِ يَعْنِي خَوَّفْنَاكُمْ بِالْأَنْكَالِ وَالْجَحِيمِ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِكُفْرِكُمْ وَتَكْذِيبِكُمْ وَأَنْذَرْنَاكُمْ بِمَا فَعَلْنَا
بِفِرْعَوْنَ مِنَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ وَالْأَخْذِ الثَّقِيلِ فَمَا نَجَعَ فِيكُمْ ذَلِكَ كُلُّهُ وَلَا اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ تَعَالَى فَكَيْفَ تَتَّقُونَهُ وَتَخْشَوْنَهُ إِنْ جَحَدْتُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْجَزَاءِ وَفِيهِ أَنَّ مَلَاكَ التَّقْوَى وَالْخَشْيَةِ الْإِيمَانُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ انْتَهَى .
وَلَا يَخْفَى أَنَّ جَزَالَةَ الْمَعْنَى تُرَجِّحُ الْأَوَّلَ وَذَهَبَ جَمْعٌ إِلَى أَنَّ الْخِطَابَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ عَامٌّ لِلْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الِالْتِفَاتِ فِي شَيْءٍ وَأَيًّا مَا كَانَ فَجَعْلُ الْوِلْدَانِ شِيبًا أَيْ شُيُوخًا جَمْعُ أَشْيَبٍ قِيلَ حَقِيقَةً فَتَشِيبُ الصِّبْيَانُ وَتَبْيَضُّ شُعُورُهُمْ مِنْ شِدَّةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَذَلِكَ عَلَى مَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُمْ فَأَخْرِجْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا عِلْمَ لِي ( إِلَّا ) مَا عَلَّمْتَنِي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَيَخْرُجُونَ وَيُسَاقُونَ إِلَى النَّارِ سَوْقًا مُقَرَّنِينَ زُرْقًا كَالِحِينَ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ فَإِذَا خَرَجَ بَعْثُ النَّارِ شَابَ كُلُّ وَلِيدٍ .
وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْنُ ذَلِكَ وَقِيلَ مَثَلٌ فِي شِدَّةِ الْهَوْلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَيْبٌ بِالْفِعْلِ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ يَوْمٌ يَشِيبُ نَوَاصِي الْأَطْفَالُ وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْهُمُومَ إِذَا تَفَاقَمَتْ عَلَى الْمَرْءِ أَضْعَفَتْ قُوَاهُ وَأَسْرَعَتْ فِيهِ الشَّيْبَ وَمِنْ هُنَا قِيلَ الشَّيْبُ نُوَّارُ الْهُمُومِ وَحَدِيثُ الْبَعْثِ لَا يَأْبَى هَذَا وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَصْفًا لِلْيَوْمِ بِالطُّولِ وَأَنَّ الْأَطْفَالَ يَبْلُغُونَ فِيهِ أَوْ أَنَّ الشَّيْخُوخَةَ وَالشَّيْبَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ التَّقْدِيرَ الْحَقِيقِيَّ بَلْ وَصْفٌ بِالطُّولِ فَقَطْ عَلَى مَا تَعَارَفُوهُ وَإِلَّا فَهُوَ أَطْوَلُ مِنْ ذَاكَ وَأَطْوَلُ فَلَا اعْتِرَاضَ لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لَيْسَ بِذَلِكَ وَالظَّاهِرُ عُمُومُ الْوِلْدَانِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ هُمْ هُنَا أَوْلَادُ الزِّنَا وَقِيلَ هُمْ أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ «يَوْمَ» بِغَيْرِ تَنْوِينٍ «نَجْعَلُ» بِالنُّونِ فَالظَّرْفُ مُضَافٌ إِلَى جُمْلَةِ نَجْعَلُ إِلَخِ .