الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الشفعة في البيع الفاسد قلت : أرأيت البيع الفاسد ، هل فيه شفعة في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا إلا أن مالكا قال : يفسخ البيع الفاسد في الدور وغير ذلك . قال : وفي الدور لا أرى الفوت فيها وإن تطاول سنتين أو ثلاثا ، وإنما الفوت في الدور الهدم والبنيان ، فإذا تفاوتت بهدم أو بنيان كانت على المشتري القيمة يوم قبضها ولا يستطيع ردها . فأرى الآن للشفيع أن يأخذها بما لزم المشتري من القيمة يوم قبضها ; لأنها قد صارت الآن بيعا لا يقدر على ردها ، وإن كان أحدث المشتري فيها بنيانا لم يأخذها حتى يدفع إليه قيمة ما أنفق مع القيمة التي وجبت للبائع على المشتري ، وإن كانت قد انهدمت لم يوضع للشفيع من قبل الهدم شيء ، وقيل له خذها بقيمتها التي لزمت المشتري أو دع ، وإن كانت لم تفت فسخ البيع ، وليس للشفيع أن يأخذها ; لأن البيع فاسد ، فلا يستطيع أن يدفع إلى الشفيع شفعته ; لأنه إنما تصير صفقته مثل صفقة المشتري ، وصفقة المشتري [ ص: 250 ] وقعت فاسدة ، فكذلك تقع صفقة الشفيع ، وكما ترد صفقة البائع فكذلك ينبغي أيضا أن ترد صفقة المشتري .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية