الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الجالس على الطريق

                                                                                                          2726 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن البراء ولم يسمعه منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بناس من الأنصار وهم جلوس في الطريق فقال إن كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل وفي الباب عن أبي هريرة وأبي شريح الخزاعي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ولم يسمعه منه ) أي لم يسمع أبو إسحاق هذا الحديث من البراء ( إن كنتم لا بد [ ص: 425 ] فاعلين ) أي الجلوس في الطريق ( فردوا السلام ) أي على المسلمين ( واهدوا السبيل ) أي للضال والأعمى وغيرهما . وقد ذكر في هذا الحديث ثلاثة حقوق من حقوق الطريق وقد جاءت في الأحاديث حقوق أخرى غير هذه الثلاثة . قال الحافظ بعد ذكر هذه الأحاديث ما لفظه : ومجموع ما في هذه الأحاديث أربعة عشر أدبا ، وقد نظمتها في ثلاثة أبيات وهي :


                                                                                                          جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنسانا

                                                                                                          أفش السلام وأحسن في الكلام وشمت
                                                                                                          عاطسا وسلاما رد إحسانا

                                                                                                          في الحمل عاون ومظلوما أعن وأغث
                                                                                                          لهفان واهد سبيلا واهد حيرانا

                                                                                                          بالعرف مر وانه عن نكر وكف أذى
                                                                                                          وغض طرفا وأكثر ذكر مولانا



                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي شريح الخزاعي ) ، أما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود وابن حبان ، وأما حديث أبي شريح الخزاعي فأخرجه أحمد . وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها الحافظ في الفتح

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد والحديث منقطع فتحسينه لشواهده .




                                                                                                          الخدمات العلمية