الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      صاحب غزنة

                                                                                      السلطان خسروشاه بن السلطان بهرام شاه بن السلطان مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن فاتح الهند السلطان محمود بن سبكتكين . تملك بعد أبيه تسعة أعوام .

                                                                                      قال ابن الأثير كان عادلا ، حسن السيرة ، محبا للخير ، مقربا للعلماء ، راجعا إلى قولهم ، توفي في رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة وقام بعده ابنه السلطان ملكشاه ، فقصده ملك الغور علاء الدين ، وحاصر غزنة ، فنزل عليهم ثلج كثير ، فترحلوا .

                                                                                      قال المؤيد صاهر الأمير محمد بن الحسين الغوري للسلطان بهرام شاه بن مسعود ، فاستوحش السلطان من محمد ، فأمسكه ، ثم ذبحه ، فحشد أخوه سوري وأقبل ، فالتقوا ، فأسره بهرام شاه ، فقتله أيضا ، فأقبل أخوهما الملك علاء الدين حسين بن حسين ، وهزم بهرام شاه ، واستولى [ ص: 390 ] على غزنة واستناب عليها أخاه سيف الدين سام بن الحسين ، ثم التقى بهرام شاه هو وسام ، فقتل سام ، وتمكن بهرام شاه إلى أن مات ، وتملك خسرو ، فقصده ملك الغور علاء الدين الملك المعظم ، فهرب خسرو إلى نهاور ، وتملك علاء الدين حسين غزنة ، ونهبها ، ودانت له الأمم ، واستعمل ولدي أخيه غياث الدين وشهاب الدين ابني سام اللذين تمكنا وتملكا ، فحاربا عمهما ، فهزماه ، وقهراه ، وأسراه ، لكن أكرماه ، وأعاداه إلى مملكته ، ووقفا في خدمته ، فزوجهما بابنتيه ، وجعلهما وليي عهده ، ودام ذلك إلى أن مات هو سنة ست وخمسين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية