الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم استأنف الجواب عن ذلك؛ بقوله: يومئذ ؛ أي: تقوم الأشهاد؛ يود الذين كفروا ؛ أي: ستروا ما تهدي إليه العقول من آياته؛ وبين أنهم مخاطبون بالفروع؛ في قوله: وعصوا الرسول ؛ بعد ستر ما أظهر من بيناته؛ لو تسوى بهم الأرض ؛ أي: تكون مستوية معتدلة بهم؛ ولا تكون كذلك إلا وقد غيبتهم واستوت بهم؛ [ ص: 284 ] ولم يبق فيها شيء من عوج؛ ولا نتو؛ بسبب أحد منهم؛ ولا شيء من أجسامهم; وإنما ودوا ذلك خوفا مما يستقبلهم من الفضيحة بعتابهم؛ ثم الإهانة بعقابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير: "فلا تسوى بهم"؛ عطف عليه قوله: ولا يكتمون الله ؛ أي: الملك الأعظم؛ حديثا ؛ أي: شيئا أحدثوه؛ بل يفتضحون بسيئ أخبارهم؛ ويحملون جميع أوزارهم؛ جزاء لما كانوا يكتمون من آياته؛ وما نصب للناس من بيناته.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية