الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن اشترى دارين صفقة واحدة فاستحق شيء من أحدهما قلت : أرأيت إن اشتريت دارين صفقة واحدة ، فاستحق شيء من إحدى الدارين ، والدار التي استحق بعضها ليست وجه ما اشتريت ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ينظر فيما استحق من الدار ، فإن كان شيئا تافها يسيرا لا ضرر فيه ، لم يكن له أن يرد شيئا من شرائه ، وكان له أن يرجع بحصة ما استحق من الدار في الثمن . وإن كان ما استحق من الدار هو أكثر تلك الدار وفيه ضرر ، ردت تلك الدار وحدها ورجع في الثمن بحصة تلك الدار ولم يكن له أن يرد الدار الأخرى ; لأن التي استحق أكثرها ليست وجه ما اشترى . قال : فإن استحق [ ص: 261 ] من إحدى الدارين التي هي جل ما اشترى ، ولها اشترى الدار الأخرى وفيها الفضل جلها أو ما فيه الضرر ، فإن له أن يرد الدارين جميعا ، يرد جميع بيعه ويرجع بالثمن وهذا قول مالك . قال : وإن كان الذي استحق منها شيئا يسيرا تافها لا ضرر فيه ، رد الذي استحق منها ويرجع بقدر ذلك من الثمن ، ولم يكن له أن يرد بقية الدار ولا الدار الأخرى ، وهذا قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية