الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يوم تكون السماء كالمهل

                                                                                                                                                                                                                                      يوم تكون السماء كالمهل متعلق بقريبا، أي: يمكن ولا يعتذر في ذلك اليوم، أو بمضمر دل عليه "واقع"، أو بمضمر مؤخر، أي: يوم تكون السماء كالمهل... إلخ. يكون من الأحوال والأهوال ما لا يوصف، أو بدل من "في يوم" على تقدير تعلقه بواقع هذا ما قالوا، ولعل الأقرب أن قوله تعالى: "سأل سائل" حكاية لسؤالهم المعهود على طريقة قوله تعالى: يسألونك عن الساعة وقوله تعالى: ويقولون متى هذا الوعد ونحوهما، إذ هو المعهود بالوقوع على الكافرين، لا ما دعا به النضر، أو أبو جهل الفهري، فالسؤال بمعناه والباء بمعنى عن، كما في قوله تعالى: فاسأل به خبيرا وقوله تعالى: "ليس له دافع" ... إلخ. استئناف مسوق لبيان وقوع المسؤل عنه لا محالة، وقوله تعالى: "فاصبر صبرا جميلا" مترتب عليه، وقوله تعالى: "إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا" تعليل للأمر بالصبر كما ذكر، وقوله تعالى: "يوم تكون" ... إلخ. متعلق بـ"ليس له دافع"، أو بما يدل هو عليه، أي: يقع يوم تكون السماء [ ص: 31 ] كالمهل، وهو ما أذيب على مهل من الفلزات، وقيل: دردي الزيت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية